باب عداوة الشيطان ومعرفة مكايده


تفسير

رقم الحديث : 401

وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " سَيُصِيبُكَ بَعْدِي بَلَاءٌ " ، قَالَ : قُلْتُ فِي اللَّهِ ؟ قَالَ : " فِي اللَّهِ " ، قُلْتُ : فَمَرْحَبًا بِأَمْرِ اللَّهِ . قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ اسْمَعْ وَأَطِعْ ، وَلَوْ صَلَّيْتَ خَلْفَ أَسْوَدَ " . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، دَعَاهُ فَحَيَّاهُ وَبَكَى ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : قَدْ سَمِعْتَ الْبَلَاءَ بِسَبَبِي ، أَوْ فِي زَمَانِي فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَوَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، دَعَاهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكَ ، فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ صَاحِبَكَ يَعْنِي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُصِيبَكَ الْبَلَاءُ بِسَبَبِي ، أَوْ فِي زَمَانِي ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَوَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَبُو ذَرٍّ يَسْتَأْذِنُ ، قَالَ : ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ . قَالَ : فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَدَخَلَ حَتَّى جَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا . قَالَ : مَا قُلْتُ هَذَا . قَالَ : أَنَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الْبَيِّنَةَ . قَالَ أَبُو ذَرٍّ : نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَكَ لَا أَدْرِي مَا بَيِّنَتُكَ ، وَقَدْ عَرَفْتَ كَيْفَ قُلْتُ ، قَالَ : فَكَيْفَ قُلْتَ ، قَالَ : قُلْتُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِليَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي الَّذِي يَأْخُذُ بِالْعَهْدِ الَّذِي تَرَكْتُهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْحَقَنِي وَكُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا " . قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : الْحَقْ بِمُعَاوِيَةَ فَأَخْرِجْهُ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا قَدِمَ إِلَى الشَّامِ أَخَذَ يُعَلِّمُ النَّاسَ ، فَأَبْكَى عُيُونَهُمْ وَأَحْزَنَ صُدُورَهُمْ ، وَكَانَ فِيمَا يَقُولُ : لَا يَبِيتَنَّ أَحَدُكُمْ وَفِي بَيْتِهِ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِلَّا شَيْءٌ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ يُعِدُّهُ لِغَرِيمٍ ، فَأَبْكَى مُعَاوِيَةَ وَالنَّاسَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ فَأَرَادَ أَنْ يُخَالِفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ ، وَسَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ ، فَأَخَذَ الْأَلْفَ وَقَسَّمَهُ كُلَّهُ فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ شَيْءٌ ، فَدَعَا مُعَاوِيَةُ الرَّسُولَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، فَقَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَقُلْ لَهُ : إِنَّمَا أَرْسَلَنِي بِالْأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى غَيْرِكَ فَأَخْطَأْتُ بِهِ إِلَيْكَ ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ وَقَالَ لَهُ : أَنْقِذْنِي مِنْ عَذَابِ مُعَاوِيَةَ ، فَإِنَّمَا أَرْسَلَنِي بِأَلْفٍ إِلَى غَيْرِكَ ، فَأَخْطَأْتُ بِهِ ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لِلرَّسُولِ : أَقْرِئْ مُعَاوِيَةَ مِنِّي السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا مِنْ دَنَانِيرِكَ شَيْءٌ فَإِنْ أَرَدْتَهَا فَانْتَظِرْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ نَجْمَعْهَا لَكَ ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ فِعْلَهُ يُصَدِّقُ قَوْلَهُ ، كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ حَاجَةٌ ، فَأَرْسِلْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَاسْتَدْعِهِ : قَالَ : فَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أَنِ الْحَقْ بِي قَالَ : فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَعُثْمَانُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ ، فَكَيْفَ أَنْتُمْ ؟ ثُمَّ خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى سَارِيَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَعَدَ ، وَجَلَسَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا أَبَا ذَرٍّ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " نَعَمْ حَدَّثَنِي حَبِيبِي أَنَّ فِي الْإِبِلِ صَدَقَةً ، وَفِي الزَّرْعِ صَدَقَةً ، وَفِي الدِّرْهَمِ صَدَقَةً ، وَفِي الشَّاةِ صَدَقَةً ، وَمَنْ بَاتَ وَفِي بَيْتِهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ لَا يُعِدُّهُ لِغَرِيمِهِ أَوْ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَهُوَ كَنْزٌ يُكْوَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . قَالُوا : يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ وَانْظُرْ مَا تُحَدِّثُ ، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ قَدْ فَشَتْ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : أَمَا تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ سورة التوبة آية 34 ، فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : الْحَقْ بِالرِّبْذَةِ ، وَهِيَ قَرْيَةٌ خَرِبَةٌ ، فَخَرَجَ إِلَى الرِّبْذَةِ فَوَجَدَهُمْ يَؤُمُّهُمْ أَسْوَدُ ، فَقِيلَ لِأَبِي ذَرٍّ : تَقَدَّمْ فَأَبَى وَصَلَّى خَلْفَ الْأَسْوَدِ ، وَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ لِي : " اسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ صَلَّيْتَ خَلْفَ أَسْوَدَ " ، وَمَكَثَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ

صحابي

أَبِيهِ

صحابي

إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.