باب الاخلاص


تفسير

رقم الحديث : 7

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِأَسَانِيدِهِمْ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ سُمَيْرٍ الْأَصْبَحِيِّ , أَنَّهُ دَخَلَ الَمْدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : أَبُوَ هُرَيْرَةَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ , فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ : أُنْشِدُكَ اللَّهَ حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَفِظْتَهُ ، حَدَّثَكَ بِهِ وَعُلِّمْتَهُ ، فَقَالَ أَبُوَ هُرَيْرَةَ : اقْعُدْ لِأُحَدِّثَكَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرِهِ ، ثُمَّ نَشَغَ نَشْغَةً , أَيْ شَهِقَ شَهْقَةً , فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَمَكَثَ عَلَيْهِ قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ : لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَشَغَ أُخْرَى فَمَكَثَ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ ، فَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ ، فَأَوَّلُ مَنْ يُدْعَى بِهِ : رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ , وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ , فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْقَارِئِ : أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رُسُلِي ، قَالَ : بَلَى يَا رَبُّ ، قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : كَذَبْتَ ! وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ، بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ ، وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الْمَالِ : مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَصِلُ بِهِ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ؛ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَوَادٌ سَخِيٌّ ، وَهُوَ ضِدُّ الْبَخِيلِ ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ لَهُ : لِمَاذَا قُتِلْتَ ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى قُتِلْتُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ، بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ لَكَ فُلَانٌ جَرِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ " . ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ . فَقَالَ : " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ الْخَبَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا , وَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ { 15 } أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة هود آية 15-16 . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيفٍ الْأَنْطَاكِيُّ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِعَبْدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا الْتَمَسَ ثَوَابَ عَمَلِهِ : أَلَمْ نُعَجِّلْ لَكَ ثَوَابَكَ ؟ أَلَمْ نُوَسِّعْ لَكَ فِي الْمَجَالِسِ ؟ أَلَمْ تَكُنِ الْمُرَأَّسَ فِي دُنْيَاكَ ؟ أَلَمْ نُرَخِّصْ بَيْعَكَ وَشِرَاءَكَ ؟ أَلَمْ تَكُنْ مِثْلَ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ . وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَنِ الْمُخْلِصُ ؟ قَالَ : الْمُخْلِصُ الَّذِي كَتَمَ حَسَنَاتِهِ كَمَا يَكْتُمُ سَيِّئَاتِهِ . وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ : مَا غَايَةُ الْإِخْلَاصِ ؟ قَالَ : أَنْ لَا يُحِبَّ مَحْمَدَةَ النَّاسِ . وَقِيلَ لِذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ : مَتَى يَعْلَمُ الرَّجُلُ أَنَّهُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ تَعَالَى ؟ يَعْنِي مِنْ خَوَاصِّهِ الَّذِينَ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، قَالَ : يَعْرِفُ ذَلِكَ بِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ : إِذَا خَلَعَ الرَّاحَةَ ، يَعْنِي تَرَكَ الرَّاحَةَ ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَوْجُودِ ، يَعْنِي يُعْطِي مِنَ الْقَلِيلِ الَّذِي عِنْدَهُ ، وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ ، وَاسْتَوَتْ عِنْدَهُ الْمَحْمَدَةُ وَالْمَذَمَّةُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُوَ هُرَيْرَةَ

صحابي

سُمَيْرٍ الْأَصْبَحِيِّ

ثقة

عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ

ثقة

جَمَاعَةٌ

Whoops, looks like something went wrong.