باب صفة النار واهلها


تفسير

رقم الحديث : 23

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْأَجْلَحِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ , قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُ سَمَاءَ الدُّنْيَا ، فَتَنْشَقُّ بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَيَنْزِلُونَ ، فَيُحِيطُونَ بِالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ الرَّابِعَةَ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ الْخَامِسَةَ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ السَّادِسَةَ وَمَنْ فِيهَا ، ثُمَّ السَّابِعَةَ وَمَنْ فِيهَا ، حَتَّى يَكُونُوا سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، بَعْضُهُمْ فِي جَوْفِ بَعْضٍ ، وَأَهْلُ الْأَرْضِ لَا يَأْتُونَ قُطْرًا مِنْ أَقْطَارِهَا إِلَّا وَجَدُوا عِنْدَهُ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ . فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ سورة الرحمن آية 33 ، وَقَالَ : وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا سورة الفرقان آية 25 . وَرَوَى أَبُوَ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِّي نَصَحْتُ لَكُمْ ، فَإِنَّمَا هِيَ أعَمَالُكُمْ فِي صُحُفِكُمْ ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ طَوِيلٌ سَاطِعٌ مُظْلِمٌ مُتَكَلِّمًا ، فَيَقُولُ اللَّهُ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ { 60 } وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ { 61 } وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ { 62 } هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ { 63 } اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ سورة يس آية 60-64 ، فَتَجْثُو الْأُمَمُ . وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا سورة الجاثية آية 28 الْآيَةَ . فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَ خَلْقِهِ ، وَيَقْضِي بَيْنَ الْوُحُوشِ ، وَالْبَهَائِمِ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْتَقِمُ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنَ ذَاتِ الْقَرْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ كُونِي تُرَابًا . فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا . ثُمَّ يَقْضِي بَيْنَ الْعِبَادِ . وَرَوَى نَافِعٌ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ ، حُفَاةً عُرَاةً " ، فَقَالَتْ عَائِشَةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، قَالَ : " نَعَمْ " فَقَالَتْ عَائِشَةٌ وَاسَوْأَتَاهُ ! يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ . فَضَرَبَ عَلَى مِنْكَبِهَا وَقَالَ : " يَا ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ ، شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ ، وَشَخَصُوا بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ مَوْقُوفِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلَائِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى مُنَادِيًا يُنَادِي أَيْنَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانَةٍ ، فَيُشْرِفُ النَّاسُ أَيْ فَيَرْفَعُ النَّاسُ رُؤُوسَهُمْ لِذَلِكَ الصَّوْتِ ، وَيَخْرُجُ ذَلِكَ الْمُنَادِي مِنْ ذَلِكَ الْمَوْقِفِ ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قِيلَ : أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ ، فَيُنَادِي رَجُلًا رَجُلًا ، فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، فَيَوْمَئِذٍ لَا دِينَارَ وَلَا دِرْهَمَ إِلَّا أُخِذَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ، وَرُدَّ مِنَ السَّيِّئَاتِ ، فَلَا يَزَالُونَ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ ، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ قِيلَ لَهُ ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ ، أَيْ جَهَنَّمَ ، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ يَعْنِي سَرِيعُ الْمُجَازَاةِ ، فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا شَهِيدٌ إِلَّا ظَنَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ أَنْ لَا يَنْجُوَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى " . وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " لَا تَزُولَ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعَةٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ عَمِلَ بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ " . وَعَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , قَالَ : إِنَّ الْوَالِدَ يَتَعَلَّقُ بِوَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : يَا بُنَيَّ إِنِّي كُنْتُ لَكَ وَالِدًا فِي الدُّنْيَا ، وَأَبًا لَكَ ، فَيُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا ، فَيَقُولُ لَهُ يَا بُنَيَّ قَدِ احْتَجْتُ إِلَى مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ حَسَنَاتِكَ ، لَعَلِّي أَنْجُو مِمَّا تَرَى ، فَيَقُولُ لَهُ وَلَدُهُ إِنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَى نَفْسِي مِثْلَ الَّذِي تَخَوَّفْتَ ، فَلَا أُطِيقُ أَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا . ثُمَّ يَتَعَلَّقُ بِزَوْجَتِهِ فَيَقُولُ لَهَا يَا فُلَانَةٌ ، إِنِّي كُنْتُ لَكِ زَوْجًا فِي الدُّنْيَا ، فَتُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا ، فَيَقُولُ لَهَا إِنِّي أَطْلُبُ مِنْكِ حَسَنَةً وَاحِدَةً تُهْدِيهَا لِي ، لَعَلِّي أَنْجُو مِمَّا تَرَيْنَ ، فَتَقُولُ لَا أُطِيقُ ذَلِكَ ، إِنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَى نَفْسِي مِثْلَ الَّذِي تَخَوَّفْتَ مِنْهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى سورة فاطر آية 18 ، يَعْنِي الَّذِي أَثْقَلَتْهُ الذُّنُوبُ ، لَا يَحْمِلُ أَحَدٌ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ ذُنُوبِهِ . وَرَوَى ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ الْكَافِرَ لَيُلْجَمُ بِعَرَقِهِ مِنْ طُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، حَتَّى يَقُولَ يَا رَبِّ ارْحَمْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.