باب صلة الرحم


تفسير

رقم الحديث : 62

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجُرْجَانِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْمَرَ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ " ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْبَابِ شَابٌّ قَدْ أَحْرَقَ فُؤَادِي ، وَهُوَ يَبْكِي . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا شَابُّ ؟ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْكَتْنِي ذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ وَخِفْتُ مِنْ جَبَّارٍ غَضْبَانَ عَلَيَّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَشْرَكْتَ بِاللَّهِ شَيْئًا يَا شَابُّ ؟ " قَالَ : لَا . قَالَ : " أَقَتَلْتَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ ؟ " قَالَ : لَا . قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ ذَنْبَكَ وَلَوْ كَانَ مِثْلَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالْجِبَالِ الرَّوَاسِي " . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَالْجِبَالِ الرَّوَاسِي . فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ الْكُرْسِيُّ ؟ " قَالَ : ذَنْبِي أَعْظَمُ . قَالَ : " ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ الْعَرْشِ " ؟ قَالَ : ذَنْبِي أَعْظَمُ . قَالَ : " ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمْ إِلَهَكَ " يَعْنِي عَفْوَ اللَّهِ . قَالَ : بَلِ اللَّهُ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ . قَالَ : " فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ " . يَعْنِي الْعَظِيمَ التَّجَاوُزَ . قَالَ : " أَخْبِرْنِي عَنْ ذَنْبِكَ " . قَالَ : فَإِنِّي أَسْتَحِي مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " أَخْبِرْنِي عَنْ ذَنْبِكَ " . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ رَجُلا نَبَّاشًا ، أَنْبِشُ الْقُبُورَ مُنْذُ سَبْعِ سِنِينَ ، حَتَّى مَاتَتْ جَارِيَةٌ مِنْ بَنَاتِ الْأَنْصَارِ ، فَنَبَشْتُ قَبْرَهَا فَأَخْرَجْتُهَا مِنْ كَفَنِهَا . فَمَضَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ . إِذْ غَلَبَ الشَّيْطَانُ عَلَى نَفْسِي فَرَجَعْتُ فَجَامَعْتُهَا . فَمَضَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، إِذْ قَامَتِ الْجَارِيَةُ وَقَالَتْ : وَيْلَكَ يَا شَابُّ أَمَا تَسْتَحِي مِنْ دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ ، يَضَعُ كُرْسِيَّهُ لِلْقَضَاءِ وَيَأْخُذُ الْمَظْلُومَ مِنَ الظَّالِمِ . تَرَكْتَنِي عُرْيَانَةً فِي عَسْكَرِ الْمَوْتَى . وَأَوْقَفْتَنِي جُنُبًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَوَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْفَعُ فِي قَفَاهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : " يَا فَاسِقُ مَا أَحْوَجَكَ إِلَى النَّارِ اخْرُجْ عَنِّي " ، فَخَرَجَ الشَّابُّ تَائِبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا تَمَّ لَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : يَا إِلَهُ مُحَمَّدٍ وَآدَمَ وَحَوَّاءَ . إِنْ كُنْتَ غَفَرْتَ لِي فَأَعْلِمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ ، وَإِلَّا فَأَرْسِلْ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرِقْنِي بِهَا . وَنَجِّنِي مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ . قَالَ : فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ فَقَالَ : " هُوَ السَّلَامُ وَمِنْهُ السَّلَامُ ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ السَّلَامُ . قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنْتَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ ؟ قَالَ : بَلْ هُوَ الَّذِي خَلَقَنِي وَخَلَقَهُمْ . قَالَ : يَقُولُ أَنْتَ تَرْزُقُهُمْ ؟ قَالَ : بَلِ اللَّهُ يَتُوبُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ . قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : تُبْ عَلَى عَبْدِي فَإِنِّي تُبْتُ عَلَيْهِ " ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّابَّ وَبَشَّرَهُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَابَ عَلَيْهِ . يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَعْتَبِرَ بِهَذَا الْخَبَرِ ، وَيَعْلَمَ بِأَنَّ الزِّنَى مَعَ الْحَيِّ أَعْظَمُ ذَنْبًا مِنَ الزِّنَى مَعَ الْمَيِّتِ ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَتُوبَ تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً ، لِأَنَّ الشَّابَّ لَمَّا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ تَوْبَتَهُ حَقِيقِيَّةً ، تَجَاوَزَ عَنْهُ ، وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ التَّوْبَةُ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مَعْمَرَ

ثقة ثبت فاضل

عَمَّنْ

Whoops, looks like something went wrong.