باب الزجر عن الضحك


تفسير

رقم الحديث : 113

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِلْحَوَارِيِّينَ : يَا مِلْحَ الْأَرْضِ لَا تُفْسِدُوا ، فَإِنَّ الْأَشْيَاءَ إِذَا فَسَدَتْ إِنَّمَا تُدَاوَى بِالْمِلْحِ ، إِنَّ الْمِلْحَ إِذَا فَسَدَ لَمْ يُدَاوَ بِشَيْءٍ ، يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ ، لَا تَأْخُذُوا مِمَّنْ تَعْلَمُونَ أَجْرًا إِلَّا كَمَا أَعْطَيْتُمُونِي ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ خَصْلَتَيْنِ مِنَ الْجَهْلِ ، الضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ ، وَالتَّصَبُّحُ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ . مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِلْحَ الْأَرْضِ : يَعْنِي بِهِ الْعُلَمَاءَ ، فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمُ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ الْخَلْقَ ، وَيُدِلُّونَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْآخِرَةِ ، فَإِذَا تَرَكَ الْعُلَمَاءُ طَرِيقَ الْآخِرَةِ ، فَمَنِ الَّذِي يَدُلُّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ ؟ ! وَبِمَنْ يَقْتَدِي الْجُهَّالُ . وَقَوْلُهُ لَا تَأْخُذُوا مِمَّنْ تَعْلَمُونَ أَجْرًا إِلَّا كَمَا أَعْطَيْتُمُونِي . يَعْنِي أَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، فكما أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ يُعَلِّمُونَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ أَجْرٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ : قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى سورة الشورى آية 23 ، وَأَيْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ سورة يونس آية 72 ، فَكَذَلِكَ الْعُلَمَاءُ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقْتَدُوا بِالْأَنْبِيَاءِ ، وَلَا يَأْخُذُوا عَلَى تَعْلِيمِهِمْ أَجْرًا . وَأَمَّا قَوْلُهُ الضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ . يَعْنِي بِالضَّحِكِ الْقَهْقَهَةَ ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ . وَهُوَ مِنْ عَمَلِ السُّفَهَاءِ . وَأَمَّا التَّصَبُّحُ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ . يَعْنِي النَّوْمَ فِي أَوَّلَ النَّهَارِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ سَاهِرًا بِاللَّيْلِ . فَإِنَّ ذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ الْحُمْقِ . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " النَّوْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ حُمْقٌ وَفِي أَوْسَطِهِ خُلُقٌ ، وَفِي آخِرِهِ خُرْقٌ " يَعْنِي الْجَهْلَ .

الرواه :

الأسم الرتبة