حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشِيرٍ ، بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَوْشَبَ , عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " لوَ كَانَ جُرَيْجٌ الرَّاهِبُ فَقِيهًا لَعَلِمَ أَنَّ إِجَابَتَهُ أُمَّهُ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ " ، قَالَ : سَمِعْتُ غَيْرَهُ يَذْكُرُ قِصَّةَ جُرَيْجٍ ، إِنَّهُ كَانَ رَاهِبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ يَوْمًا ، وَهُوَ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ فَنَادَتْهُ يَا جُرَيْجُ فَلَمْ يُجِبْهَا لِاشْتِغَالِهِ بِصَلَاتِهِ ، فَقَالَتِ : ابْتَلَاكَ اللَّهُ بِالْمُومِسَاتِ تَعْنِي الزَّوَانِي ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ فِي تِلْكَ الْبَلْدَةِ خَرَجَتْ لِحَاجَةٍ لَهَا ، فَأَخَذَهَا رَاعٍ فَوَاقَعَهَا عِنْدَ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ فَحَمَلَتْ ، وَكَانَ أَهْلُ تِلْكَ الْبَلْدَةِ يُعَظِّمُونَ أَمْرَ الزِّنَا ، فَظَهَرَ أَمْرُ تِلْكَ الْمَرْأَةِ فِي الْبَلَدِ ، فَلَمَّا وَضَعَتْ حَمْلَهَا أُخْبِرَ الْمَلِكُ أَنَّ امْرَأَةً قَدْ وَلَدَتْ مِنَ الزِّنَا ، فَدَعَاهَا فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا الْوَلَدُ ؟ قَالَتْ : مِنْ جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ قَدْ وَاقَعَنِي فَبَعَثَ الْمَلِكُ أَعْوَانَهُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَنَادَوْهُ ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ حَتَّى جَاءُوا بِالْمَرَازِبِ ، وَهَدَّمُوا الصَّوْمَعَةَ ، وَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا ، فَجَاءُوا بِهِ إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : إِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ نَفْسَكَ عَابِدًا ، ثُمَّ تَهْتِكُ حُرُمَ النَّاسِ ، وَتَتَعَاطَى مَا لَا يَحِلُّ لَكَ ، قَالَ : أَيُّ شَيْءٍ فَعَلْتُ ؟ قَالَ : إِنَّكَ قَدْ زَنَيْتَ بِامْرَأَةِ كَذَا . فَقَالَ : لَمْ أَفْعَلْ ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ وَحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ ، فَقَالَ : رُدُّونِي إِلَى أُمِّي ، فَرَدُّوهُ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّاهُ إِنَّكِ قَدْ دَعَوْتِ اللَّهَ عَلَيَّ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكِ ، فَادْعِي اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنِّي بِدُعَائِكِ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ جُرَيْجٌ بَرِيئًا إِنَّمَا آخَذْتَهُ بِدَعْوَتِي ، فَاكْشِفْ عَنْهُ ، فَرَجَعَ جُرَيْجٌ إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : أَيْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَأَيْنَ الصَّبِيُّ ؟ فَجَاءُوا بِالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ فَسَأَلُوهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : بَلَى هَذَا الَّذِي فَعَلَ بِي ، فَوَضَعَ جُرَيْجٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ وَقَالَ : بِحَقِّ الَّذِي خَلَقَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي مَنْ أَبُوكَ ، فَتَكَلَّمَ الصَّبِيُّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَالَ : إِنَّ أَبِي فُلَانٌ الرَّاعِي ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ اعْتَرَفَتْ بِالْحَقِّ وَقَالَتْ : قَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتُ كَاذِبَةً وَإِنَّمَا فَعَلَ بِي فُلَانٌ الرَّاعِي . وَفِي رِوَايَةٍ إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ حَامِلًا لَمْ تَضَعْ حَمْلَهَا بَعْدُ فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ أَصَابَكِ ؟ قَالَتْ : تَحْتَ شَجَرَتِكَ وَكَانَتِ الشَّجَرَةُ تَحْتَ صَوْمَعَتِهِ ، قَالَ جُرَيْجٌ : أَخْرِجُونِي إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ ثُمَّ قَالَ : يَا شَجَرَةُ أَسْأَلُكِ بِالَّذِي خَلَقَكِ أَنْ تُخْبِرِينِي مَنْ زَنَى بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ ؟ فَقَالَ كُلُّ غُصْنٍ مِنْهَا : رَاعِي الضَّأْنِ ، ثُمَّ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي بَطْنِهَا وَقَالَ : يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ فَنَادَى مِنْ بَطْنِهَا أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ ، فَاعْتَذَرَ الْمَلِكُ إِلَى جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ وَقَالَ لَهُ : ائْذَنْ لِي أَنْ أَبْنِي صَوْمَعَتَكَ بِالذَّهَبِ ، قَالَ : لَا . قَالَ : فَبِالْفِضَّةِ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ بِالطِّينِ كَمَا كَانَتْ فَبَنَوْهَا بِالطِّينِ كَمَا كَانَتْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | حوشب الفهري | صحابي |
يَزِيدَ بْنِ حَوْشَبَ | يزيد بن حوشب الفهري | مجهول الحال |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشِيرٍ | عبد الله بن بشر الرقي | صدوق حسن الحديث |
الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ | محمد بن عبد الله البلخي / ولد في :300 / توفي في :362 | صدوق حسن الحديث |