باب عداوة الشيطان ومعرفة مكايده


تفسير

رقم الحديث : 413

قَالَ الْفَقِيهُ أَبُو اللَّيْثِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمٍّ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا عَمْرٌو الْكَلاعِيُّ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَمْنَعُنِي سَوَادِي وَدَمَامَةُ وَجْهِي مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : " لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَيْقَنْتَ بِرَبِّكَ وَآمَنْتَ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُهُ ؟ " قَالَ : فَوَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ لَقَدْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ أَجْلِسَ هَذَا الْمَجْلِسَ بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ ، وَلَقَدْ خَطَبْتُ إِلَى عَامَّةِ مَنْ بِحَضْرَتِكَ وَمَنْ لَيْسَ مَعَكَ ، فَرَدُّونِي لِسَوَادِي وَدَمَامَةِ وَجْهِي ، وَإِنِّي لَفِي حَسَبٍ مِنْ قَوْمِي مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَلَكِنْ غَلَبَ عَلَيَّ سَوَادُ أَخْوَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ شَهِدَ الْيَوْمَ عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ " وَكَانَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ قَرِيبَ الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ ، قَالُوا : لَا . قَالَ لَهُ : " أَتَعْرِفُ مَنْزِلَهُ " ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَاذْهَبْ وَاقْرَعِ الْبَابَ قَرْعًا رَقِيقًا ثُمَّ سَلِّمْ ، فَإِذَا دَخَلْتَ ، فَقُلْ زَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَاتَكُمْ " . وَكَانَ لَهُ ابْنَةً عَاتِقَةً وَكَانَ لَهَا حَظٌّ مِنَ الْجَمَالِ وَالْعَقْلِ ، فَلَمَّا أَتَى الْبَابَ وَقَرَعَ وَسَلَّمَ ، فَرَحَّبُوا لَهُ حَيْثُ سَمِعُوا لُغَةً عَرَبِيَّةً ، فَفَتَحُوا الْبَابَ ، فَلَمَّا رَأَوْا سَوَادَهُ وَدَمَامَةَ وَجْهِهِ انْقَبَضُوا فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجَنِي فَتَاتَكُمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ رَدًّا قَبِيحًا ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَمَضَى حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتِ الْفَتَاةُ لِأَبِيهَا : يَا أَبَتَاهُ النَّجَاةَ النَّجَاةَ قَبْلَ أَنْ يَفْضَحَكَ الْوَحْيُ ، فَإِنْ يَكُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجَنِي مِنْهُ فَقَدْ رَضِيتُ بِمَا رَضِيَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ ، فَخَرَجَ الشَّيْخُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَلَسَ فِي أَدْنَى الْمَجْلِسِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْتَ الَّذِي رَدَدْتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مَا رَدَدْتَ ؟ " قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ كَاذِبٌ فِيمَا يَقُولُ : فَأَمَّا إِذَا كَانَ صَادِقًا فَقَدْ زَوَّجْنَاهُ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ ، وَسَخَطِ رَسُولِهِ ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ بِأَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزَّوْجِ وَهُوَ سَعِيدٌ السُّلَمِيُّ : " اذْهَبْ إِلَى صَاحِبَتِكَ فَادْخُلْ بِهَا " ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا أَجِدُ شَيْئًا حَتَّى أَسْأَلَ إِخْوَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَهْرُ امْرَأَتِكَ عَلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اذْهَبْ إِلَى عَلِيٍّ وَخُذْ مِنْهُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ " ، فَأَعْطَاهُ وَزَادَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ فِي السُّوقِ وَمَعَهُ مَا يَشْتَرِي لِزَوْجَتِهِ فَرِحًا قَرِيرَ الْعَيْنِ ، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ النَّفِيرِ يُنَادِي يَا خَيْلَ اللَّهِ : ارْكَبِي يَعْنِي أَنَّ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي النَّفِيرَ النَّفِيرَ ، فَنَظَرَ نَظْرَةً إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِلَهَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَجْعَلَنَّ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الْيَوْمَ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَاشْتَرَى فَرَسًا وَسَيْفًا وَرُمْحًا وَاشْتَرَى مِجَنَّةً وَشَدَّ عِمَامَتَهُ عَلَى بَطْنِهِ وَاعْتَجَرَ فَلَمْ يُرَ إِلَّا حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالُوا : مَنْ هَذَا الْفَارِسُ الَّذِي لَا نَعْرِفُهُ ؟ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : كُفُّوا عَنِ الرَّجُلِ فَلَعَلَّهُ مِمَّنْ طَرَأَ عَلَيْكُمْ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ أَوْ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، فَجَاءَ يَسْأَلُكُمْ عَنْ مَعَالِمِ دِينِكُمْ فَأَحَبَّ أَنْ يُوَاسِيكُمُ الْيَوْمَ بِنَفْسِهِ ، فَأَقْبَلَ يَطْعَنُ بِرُمْحِهِ وَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ حَتَّى نَامَ بِهِ فَرَسُهُ فَنَزَلَ وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَتَشَمَّرَ لِلْقِتَالِ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَادَ ذِرَاعَيْهِ عَرَفَهُ فَقَالَ : " أَسَعْدٌ أَنْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، قَالَ : " سَعِدَ جَدُّكَ " فَمَا زَالَ يَطْعَنُ بِرُمْحِهِ وَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ كُلَّ ذَلِكَ يُقَتِّلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِذْ قَالُوا : صُرِعَ سَعْدٌ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا نَحْوَهُ فَأَتَاهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى حِجْرِهِ ، وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ التُّرَابَ بِثَوْبِهِ ، وَقَالَ : " مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ وَأَحَبَّكَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " . قَالَ : فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَرَدَ الْحَوْضَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " قَالَ أَبُو لُبَابَةَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا الْحَوْضُ ؟ قَالَ : " حَوْضٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَرْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى بُصْرَى حَافَّتَاهُ مُكَلَّلَتَانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا " . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ بَكَيْتَ ، ثُمَّ ضَحِكْتَ ، ثُمَّ أَعْرَضْتَ بِوَجْهِكَ ، قَالَ : " أَمَّا بُكَائِي فَبَكَيْتُ شَوْقًا إِلَى سَعْدٍ ، وَأَمَّا ضَحِكِي فَفَرِحْتُ بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ ، وَأَمَّا إِعْرَاضِي فَإِنِّي رَأَيْتُ أَزْوَاجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ يَتَبَادَرْنَهُ كَاشِفَاتٍ سُوقِهِنَّ بَادِيَاتٍ خَلَاخِيلِهِنَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُنَّ حَيَاءً مِنْهُنَّ " فَأَمَرَ بِسِلَاحِهِ وَفَرَسِهِ وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ : " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى زَوْجَتِهِ ، فَقُولُوا : إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهُ خَيْرًا مِنْ فَتَاتِكُمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسٍ

صحابي

قَتَادَةَ

ثقة ثبت مشهور بالتدليس

عَمْرٌو الْكَلاعِيُّ

ثقة فقيه حافظ

سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ

صدوق يخطئ كثيرا

مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ

ثقة متقن حافظ

مُحَمَّدُ بْنُ حَمٍّ الْفَقِيهُ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.