باب الحكايات


تفسير

رقم الحديث : 416

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُوسَى ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، قَالَ : لَمَّا آخَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ آخَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَبَيْنَ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَغَزَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكٍ ، فَخَرَجَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَازِيًا وَخَلَّفَ أَخَاهُ ثَعْلَبَةَ فِي أَهْلِهِ ، فَكَانَ يَحْتَطِبُ لِأَهْلِهِ الْحَطَبَ ، وَيَسْتَقِي لَهُمُ الْمَاءَ عَلَى ظَهْرِهِ فِي كِلِّ ذَلِكَ يَرْجُو الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَأَقْبَلَ ثَعْلَبَةُ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلَ الْمَنْزِلَ فَجَاءَهُ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ : انْظُرْ مَا خَلْفَ السِّتْرِ ، فَرَفَعَ ثَعْلَبَةُ السِّتْرَ فَرَأَى امْرَأَةَ أَخِيهِ وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً ، فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا وَمَسَّهَا ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا ثَعْلَبَةُ مَا حَفِظْتَ فِينَا حُرْمَةَ أَخِيكَ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَنَادَى ثَعْلَبَةُ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَخَرَجَ هَارِبًا إِلَى الْجَبَلِ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِلَهِي أَنْتَ أَنْتَ ، وَأَنَا أَنَا ، أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ، فَلَمَّا أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ أَقْبَلَ جَمِيعُ الْإِخْوَانِ يَتَلَقَّوْنَ إِخْوَانَهُمْ ، وَلَمْ يُسْتَقْبَلْ أَخُو سَعِيدٍ ، فَأَقْبَلَ سَعِيدٌ ، إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : يَا هَذِهِ مَا فَعَلَ أَخِي الْمُؤَاخِيِّ فِي اللَّهِ ، قَالَتْ : إِنَّهُ أَلْقَى بِنَفْسِهِ فِي بُحُورِ الْخَطَايَا ، فَخَرَجَ هَارِبًا إِلَى الْجَبَلِ ، فَخَرَجَ سَعِيدٌ يَطْلُبُ أَخَاهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِهِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، وَاذُلَّ مَقَامَاهُ مَقَامُ مَنْ عَصَى رَبَّهُ ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : قُمْ يَا أَخِي فَمَا الَّذِي بَلَّغَكَ مَا أَرَى ؟ فَقَالَ ثَعْلَبَةُ : لَسْتُ بِقَائِمٍ مَعَكَ حَتَّى تَغُلَّ يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي وَتَقُودَنِي كَمَا يُقَادُ الْعَبْدُ الذَّلِيلُ إِلَى بَابِ مَوْلَاهُ ، فَفَعَلَ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا خِمْصَانَةُ ، فَأَقْبَلَتْ تَقُودُ أَبَاهَا حَتَّى أَتَتْ بِهِ إِلَى بَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : لَامَسْتُ امْرَأَةَ أَخِي الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي ، فَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ إِلَيْكَ وَآخُذَ بِشَعْرِكَ ، اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي فَلَا تَوْبَةَ لَكَ عِنْدِي ، فَانْطَلَقَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ : لَامَسْتُ امْرَأَةَ أَخِي الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي لَا تَحْرِقْنِي بِنَارِكَ ، فَلَا تَوْبَةَ لَكَ عِنْدِي أَبَدًا ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَقَالَ : لَامَسْتُ امْرَأَةَ أَخِي الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ لَهُ : اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي ، فَلَا تَوْبَةَ لَكَ عِنْدِي أَبَدًا ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَخِي وَيَا ابْنَتِي قَدْ آيَّسَنِي هَؤُلَاءِ النَّفَرُ ، وَأَرْجُو أَنْ لَا يُؤَيِّسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بِهِ ابْنَتُهُ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ذَكَّرْتَنِي سَلَاسِلَ جَهَنَّمَ وَأَغْلَالَهَا " ، فَقَالَ لَهُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَامَسْتُ امْرَأَةَ أَخِي الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي فَلَا تَوْبَةَ لَكَ عِنْدِي أَبَدًا " ، فَخَرَجَ ، فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ : يَا أَبَتِي لَسْتَ لِي بِوَالِدٍ ، وَلَا أَنَا لَكَ بِابْنَةٍ ، حَتَّى يَرْضَى عَنْكَ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَأَقْبَلَ ثَعْلَبَةُ هَارِبًا إِلَى الْجَبَلِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا رَبُّ أَتَيْتُ عُمَرَ فَأَرَادَ ضَرْبِي ، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي ، وَأَتَيْتُ عَلَيًّا فَطَرَدَنِي ، وَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآيَسَنِي ، فَمَا أَنْتَ يَا مَوْلَايَ صَانِعٌ بِي ، أَنْ تَقُولَ لِدُعَائِي نَعَمْ ، أَوْ تَقُولَ لَا ، فَإِنْ قُلْتَ لَا ، فَيَا وَيْلَتَاهُ وَيَا شِقْوَتَاهُ وَيَا نَدَامَتَاهُ ، وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ ، فَطُوبَى لِي . قَالَ : فَأَقْبَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنْتَ خَالِقُ الْخَلْقِ أَوْ أَنَا ؟ قَالَ : " بَلْ أَنْتَ يَا سَيِّدِي " . قَالَ : يَقُولُ لَكَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : بَشِّرْ عَبْدِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَأْتِينِي بِثَعْلَبَةَ " ، قَالَ : فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، فَقَالَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ نَأْتِي بِهِ ، فَقَامَ عَلِيٌّ وَسَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، فَقَالَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَحْنُ نَأْتِي بِهِ فَأَذِنَ لِعَلِيٍّ وَسَلْمَانَ فَخَرَجَا ، وَأَخَذَا فِي وِجْهَةٍ فَانْطَلَقَا فَإِذَا هُمَا بِرَاعٍ مِنْ رُعَاةٍ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : هَلْ رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ الرَّاعِي : عَسَى أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ قَالَا : نَعَمْ . فَدُلَّنَا عَلَى مَوْضِعِهِ قَالَ : إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ حَضَرَ هَذَا الْوَادِي حَتَّى يَجِيءَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَاذُلَّ مَقَامَاهُ مَقَامُ مَنْ عَصَى رَبَّهُ ، فَأَقَامَا حَتَّى جَنَّ عَلَيْهِمَا اللَّيْلُ إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبَةُ فَأَتَى الشَّجَرَةَ فَخَرَّ تَحْتَهَا سَاجِدًا بَاكِيًا ، فَلَمَّا سَمِعَ بُكَاءَهُ سَلْمَانُ مَشَى إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا ثَعْلَبَةُ قُمْ فَإِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ قَدْ غَفَرَ لَكَ . قَالَ : كَيْفَ تَرَكْتُمَا حَبِيبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ سَلْمَانُ : كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَتُحِبُّ أَنْتَ ، فَلَمَّا أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ أَدْخَلَاهُ الْمَسْجِدَ فَأَقَامَاهُ فِي آخِرِ الصَّفِّ ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، فَشَهَقَ شَهْقَةً ، فَلَمَّا تَلَى : حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ سورة التكاثر آية 2 ، شَهَقَ شَهْقَةً أُخْرَى وَفَارَقَ الدُّنْيَا ، فَلَمَّا انْفَتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى ثَعْلَبَةَ فَقَالَ : " يَا سَلْمَانُ انْضَحْ عَلَيْهِ الْمَاءَ " فَنَادَى سَلْمَانُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا ، فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ ، فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا فَعَلَ وَالِدِي ، فَإِنِّي كُنْتُ بِالْأَشْوَاقِ إِلَيْهِ ، قَالَ : " ادْخُلِي الْمَسْجِدَ " ، فَدَخَلَتْ فَإِذَا هِيَ بِوَالِدِهَا مَيِّتٌ مُسَجًّى فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تُنَادِي : وَاغَمَّاهُ فَمَنْ لِي بَعْدَكَ يَا أَبَتَاهُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَمْصَانَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَكُونَ لَكِ وَالِدًا ، وَتَكُونَ فَاطِمَةُ لَكِ أُخْتًا ؟ " فَقَالَتْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَلَمَّا حُمِلَ ثَعْلَبَةُ أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْبَعُ جِنَازَتَهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ شَفِيرَ الْقَبْرِ ، أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِكَ . قَالَ : " يَا عُمَرُ مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ بَطْنَ قَدَمَيَّ مِنْ كَثْرَةِ الْمَلَائِكَةِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

صحابي

أَبِي أُمَامَةَ

صحابي

شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ

صدوق كثير الإرسال والأوهام

يَحْيَى بْنِ مُوسَى

ضعيف الحديث

يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ

ثقة متقن

لَيْثِ بْنِ خَالِدٍ

مقبول

يَحْيَى بْنُ أَبِي حَاتِمٍ

ثقة

الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.