حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ السَّالِمِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ أَؤُمُّ قَوْمِي بَنِي سَالِمٍ ، وَكَانَ إِذَا جَاءَتِ السُّيُولُ ، شَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَ وَادِيًا بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " إِنَّهُ يَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَهُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي وَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي ، مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى ، قَالَ : أَفْعَلُ ، فَجَاءَنِي الْغَدَ ، فَاحْتَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرَةٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكِ ؟ فَأَشَرْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أُصَلِّي فِيهِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، فَسَمِعَ بِهِ رِجَالُ الأَنْصَارِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ، فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ حَتَّى كَثُرُوا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ : مَا فَعَلَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ : ذَاكَ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، أَمَّا نَحْنُ فَلا نَرَى ودَّهُ وَلا حَدِيثَهُ إِلا إِلَى الْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ النَّارَ عَلَى مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ " ، قَالَ مَحْمُودٌ : فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ بِأَرْضِ الرُّومِ فِي غَزْوَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ ذَلِكَ أَبُو أَيُّوبَ ، فَقَالَ : مَا أَرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا قَطُّ ، قَالَ مَحْمُودٌ : فَآلَيْتُ إِنِ اللَّهُ رَدَّنِي صَالِحًا أَنْ أَسْأَلَ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ إِنْ كَانَ حَيًّا ، فَأَهْلَلْتُ مِنْ إِيلِيَاءَ بِعُمْرَةٍ ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَوَجَدْتُ عِتْبَانَ شَيْخًا كَبِيرًا أَعْمَى يَؤُمُّ قَوْمَهُ ، فَانْتَسَبْتُ لَهُ فَعَرَفَنِي ، أَوْ قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَنِي أَوَّلَ مَرَّةٍ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ ذَاكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ مُوجِبَاتُ الأُمُورِ ، فَإِنَّهُ قَدْ نَزَلَ أَمْرٌ أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ وَهُمْ يَرَوْنَ ذَاكَ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَغْتَرَّ فَلا يَغْتَرَّ ، نَخْشَى أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ قَدْ صَارَ إِلَيْهَا ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ أُمُورًا ، نَخْشَى أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ قَدْ صَارَ إِلَيْهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ السَّالِمِيِّ | عتبان بن مالك الأنصاري | صحابي |
مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ | محمود بن الربيع الخزرجي / ولد في :6 / توفي في :99 | صحابي صغير |
الزُّهْرِيَّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ | إبراهيم بن سعد الزهري | ثقة حجة |