حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، قَالَ : أَقْبَلْنَا مِنَ الرُّومِ ، فَلَمَّا قَرُبْنَا مِنْ حِمْصَ ، قُلْنَا لَوْ مَرَرْنَا بِوَحْشِيٍّ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ، فَلَقِينَا رَجُلا فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : هُوَ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمَاهُ وَهُوَ صَاحَ ، لَمْ تَسْأَلاهُ ، عَنْ شَيْءٍ إِلا أَخْبَرَكُمَا ، وَإِنْ أَدْرَكْتُمَاهُ شَارِبًا ، فَلا تَسْأَلاهُ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ قَدْ أُلْقِيَ لَهُ شَيْءٌ عَلَى بَابِهِ ، وَهُوَ جَالِسٌ صَاحٍ ، فَقَالَ : ابْنُ الْخِيَارِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ حَمَلَتْكَ إِلَيَّ أُمُّكَ بِذِي طُوًى ، إِذْ وَضَعَتْكَ ، فَرَأَيْتُ قَدَمَيْكَ فَعَرَفْتُهُمَا ، قَالَ : قُلْتُ : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ، فَقَالَ : سَأُحَدِّثُكُمَا كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَنِي ، كُنْتُ عَبْدًا لآلِ مُطْعِمٍ ، فَقَالَ لِي ابْنُ أَخِي مُطْعِمٍ : إِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي ، فَأَنْتَ حُرٌّ ، فَانْطَلَقْتُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعِي حَرْبَتِي ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ أَلْعَبُ بِهَا لَعِبَهُمْ ، فَخَرَجْتُ يَوْمَئِذٍ مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ أَحَدًا وَلا أُقَاتِلَهُ إِلا حَمْزَةَ ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِحَمْزَةَ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَوْرَقُ ، مَا يَرْفَعُ لَهُ أَحَدٌ إِلا قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ ، فَهِبْتُهُ ، وَبَادَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ سِبَاعٍ ، فَسَمِعْتُ حَمْزَةَ ، يَقُولُ : إِلَيَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ ، فَشَدَّ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ ، وَجَعَلْتُ أَلُوذُ مِنْهُ ، فَلُذْتُ بِشَجَرَةٍ وَمَعِي حَرْبَتِي ، حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ ، هَزَزْتُ الْحَرْبَةَ حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا ، ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا ، فَوَقَعَتْ بَيْنَ ثَنْدُوَتَيْهِ ، وَذَهَبَ لَيَقُومَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ ، فَقَتَلْتُهُ ، ثُمَّ أَخَذْتُ حَرْبَتِي ، مَا قَتَلْتُ أَحَدًا وَلا قَاتَلْتُهُ ، فَلَمَّا جِئْتُ عُتِقْتُ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَرَدْتُ الْهَرَبَ مِنْهُ أُرِيدُ الشَّامَ ، فَأَتَانِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا وَحْشِيُّ ، وَاللَّهِ مَا يَأْتِي مُحَمَّدًا أَحَدٌ فَيَشْهَدُ بِشَهَادَتِهِ إِلا خَلَّى عَنْهُ ، فَانْطَلَقْتُ فَمَا شَعَرَ بِي إِلا وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ ، فَقَالَ : أَوَحْشِيٌّ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، وَحْشِيٌّ ، قَالَ : وَيْحَكَ ! " حَدِّثْنِي عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ، فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُ كَمَا حَدَّثْتُكُمَا ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا وَحْشِيُّ ، غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ فَلا أَرَاكَ ، فَكُنْتُ أَتَّقِي أَنْ يَرَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُسَيْلِمَةَ مَا كَانَ ، وَانْبَعَثَ إِلَيْهِ الْبَعْثُ ، انْبَعَثْتُ مَعَهُ ، وَأَخَذْتُ حَرْبَتِي فَالْتَقَيْنَا ، فَبَادَرْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، فَإِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ ، فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ " ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : كُنْتُ فِي الْجَيْشِ يَوْمَئِذٍ ، فَسَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ فِي مُسَيْلِمَةَ : قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
بِوَحْشِيٍّ | وحشي بن حرب الحبشي | صحابي |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ | عبيد الله بن عدي القرشي / توفي في :95 | لم تثبت صحبته |
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ | سليمان بن يسار الهلالي | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ | عبد الله بن الفضل البغدادي | ثقة |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ | عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون / توفي في :164 | ثقة فقيه مصنف |