نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لَهَا زَوْجٌ وَكَانَ غَائِبًا ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ فَوَغَلَتْ بِامْرَأَةِ ابْنِهَا وَكَرِهَتْهَا ، فَكَتَبَتْ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ ابْنِهَا إِلَى امْرَأَتِهِ بِفِرَاقِهَا ، وَلَهَا ابْنَانِ مِنْ زَوْجِهَا ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا ذَلِكَ ، لَحِقَتْ بِأَهْلِهَا ، هِيَ وَوَلَدَاهَا ، وَكَانَ لَهُمْ مَلِكٌ ، فَحَرَّمَ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ ، فَمَرَّ بِهَا مِسْكِينٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَهِيَ عَلَى خُبْزَةٍ لَهَا ، فَقَالَ : أَطْعِمِينِي مِنْ خَبْزِكِ ، قَالَتْ لَهُ : أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَلِكَ حَرَّمَ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي هَالِكٌ ، وَإِنْ لَمْ تُطْعِمِينِي مُتُّ ، قَالَ : فَرَحِمَتْهُ ، فَأَطْعَمَتْهُ قُرْصَيْنِ ، وَقَالَتْ لَهُ : لا تُعْلِمَنَّ أَحَدًا أَنِّي أَطْعَمْتُكَ ، فَانْصَرَفَ بِهِمَا ، فَمَرَّ بِهِمَا الْحَرَسُ ، فَوَجَدُوا رِيحَ الْخُبْزِ مَعَهُ ، فَكَشَفُوهُ ، فَإِذَا هُمْ بِقُرْصَيْنِ ، قَالُوا : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا ؟ قَالَ : أَطْعَمَتْنِي فُلانَةُ ، فَانْصَرَفُوا بِهِ إِلَيْهَا ، فَقَالُوا : أَنْتِ أَطْعَمْتِ هَذَا هَذَيْنِ الْقُرْصَيْنِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : أَوَمَا كُنْتِ عَلِمْتِ أَنِّي قَدْ حَرَّمْتُ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : رَحِمْتُهُ وَخِفْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهْلِكَ ، وَرَجَوْتُ أَنْ يُخْفَى ذَلِكَ لِي ، فَأَمَرَ بِهَا ، فَقُطِعَتْ يَدَاهَا ، فَأَخَذَتْ يَدَيْهَا ، وَمَرَّتْ هِيَ وَابْنَاهَا حَتَّى مَرَّتْ بِنَهَرٍ ، فَقَالَتْ لأَحَدِهِمَا : اسْقِنِي ، فَذَهَبَ يَسْقِيَهَا فَغَرِقَ ، فَقَالَتْ لأَخِيهِ : انْزِلْ ، ثُمَّ أَمَرَتِ الآخَرَ أَنْ يُخْرِجَهُ ، فَغَرِقَ ، يَعْنِي فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا بِمِلَكٍ ، فَقَالَ لَهَا : أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ أَرُدُّ عَلَيْكِ يَدَيْكِ ، أَوْ أُخْرِجُ لَكِ ابْنَيْكِ حَيَّيْنِ ؟ قَالَتْ : تَخْرُجُ لِيَ ابْنَيَّ حَيَّيْنِ ، فَأَخْرَجَهُمَا حَيَّيْنِ ، وَرَدَّ عَلَيْهَا يَدَيْهَا ، وَقَالَ لَهَا : إِنِّي رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكِ عَزَّ وَجَلَّ ، بَعَثَنِي إِلَيْكِ بِرَحْمَتِكِ الْمِسْكِينَ ، وَصَبْرِكِ عَلَى مَا أَصَابَكِ ، وَزَوْجُكَ لَمْ يُطَلِّقْكِ ، وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ ، فَانْصَرَفَتْ فَوَجَدَتْ زَوْجَهَا لَمْ يُطَلِّقْهَا ، وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيِّ | عبد الرحمن بن سليم | مجهول الحال |
شَيْخٌ | اسم مبهم | |
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّنْعَانِيُّ | محمد بن الحسن الصنعاني | مقبول |
مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ | محمد بن أبان البلخي / توفي في :244 | ثقة حافظ |