قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ . ح إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، قَالَ . ح سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ الأَعْوَرُ ، قَالَ . ح ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الشَّامِيُّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، رَفَعَهُ فَقَالَ : " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ اكْتُمُوا حَوَائِجَكُمْ ، وَلا تَرْفَعُوهَا إِلَى النَّاسِ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ رَفَعْتُمُوهَا إِلَيْهِمْ رُبَّمَا يَكُونُ الْمَرْفُوعُ إِلَيْهِ بَعْضَ حُسَّادِكِمْ ، فَلا يُحِبُّ قَضَاءَ الْحَاجَةِ لَكُمْ ، فَيَحْسُدُكُمْ عَلَى نِعْمَةِ الْقَضَاءِ ، فَيَمْتَنِعُ عَنْهُ ، أَوْ يَحْسُدُكُمْ عَلَى النِّعْمَةِ بِأَنْ لا تَكُونُوا مُحْتَاجِينَ ، فَإِذَا أَظْهَرْتُمْ حَاجَتَكُمْ شَمَتَ بِكُمْ ، وَانْتَظِرُوا الْفَرَجَ ، وَنَجَاحَ الْحَاجَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ قَضَاءَهَا لَكُمْ إِذَا كُنْتُمْ إِلَيْهِ مُنْقَطِعِينَ ، وَبِقَضَائِهِ رَاضِينَ ، وَعَلَى كِتْمَانِ حَوَائِجِكُمْ وَضَرُورَاتِكُمْ صَابِرِينَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ " أَيِ : اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ تَعَالَى عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ فِي حَالِ الْكِتْمَانِ لَهَا ، أَيْ كُونُوا لَهَا كَاتِمِينَ ، وَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَجَاحِهَا ، وَيَكُونُ الْبَاءُ الْمَوْصُولَةَ بِالْكِتْمَانِ بِمَعْنَى " فِي " كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ سورة البقرة آية 153 أَيِ : اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ تَعَالَى فِي حَالِ الصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ، أَيِ : اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ ، وَكُونُوا صَابِرِينَ مُصَلِّينَ ، وَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى الصَّبْرِ وَالْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا ، فَإِنَّ كِتْمَانَ الْحَاجَةِ مِنْ أَحَدِ هَذِهِ الْوُجُوهِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ رَاضِيًا فَلا يَرْضَى عَنْهُ حَوْلا رِضًا مِنْهُ بِقَضَاءِ رَبِّهِ ، أَوْ يَكُونَ قَانِعًا سَهْلٌ عَلَيْهِ تَحَمُّلُ الأَلَمِ فِيهِ ، لأَنَّهُ اخْتِيَارُ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ ، أَوْ صَابِرًا يَتَجَرَّعُ غُصَصَهُ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَنْ كَانَتْ إِحْدَى هَذِهِ الْخِصَالِ فِيهِ فَإِنَّهُ يَقْضِي لَهُ حَاجَتَهُ ، لأَنَّهَا مِنْ خِصَالِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ، بَلْ يَكُونُ حَاجَتُهُ مَقْضِيَّةً ، لأَنَّ الرَّاضِيَ إِنَّمَا يُرِيدُ مُوَافَقَةَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ أَصَابَهَا فِي رِضَاهُ ، وَالْقَانِعَ إِنَّمَا يُرِيدُ مَا اخْتَارَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ، وَقَدْ أَصَابَ مَا اخْتَارَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي قَنَاعَتِهِ ، وَالصَّابِرُ إِنَّمَا يُرِيدُ ثَوَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ أَصَابَهُ فِي صَبْرِهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة الزمر آية 10 . وَكُلُّ هَذِهِ الأَحْوَالِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى جَلِيلَةٌ عَلَى عِبَادِهِ ، وَهُمْ عَلَيْهَا مَحْسُودُونَ مِنَ الْعَدُوِّ وَالْوَلِيِّ ، أَمَا الْعَدُوُّ يُرِيدُ زَوَالَهَا عَنْهُ ، فَيَكْبِتُهُ اللَّهُ تَعَالَى بِإِدَامَتِهَا لِلْمَحْسُودِ ، وَأَمَّا الْوَلِيُّ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّاهَا لِنَفْسِهِ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ | معاذ بن جبل الأنصاري / توفي في :17 | صحابي |
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ | خالد بن معدان الكلاعي | ثقة |
ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الشَّامِيُّ | ثور بن يزيد الرحبي | ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر |
سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ الأَعْوَرُ | سعيد بن سلام العطار | متروك الحديث |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي | إسماعيل بن إسحاق القاضي | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ | محمد بن أحمد الصيرفي / توفي في :312 | ثقة |