لارى طلحة قد حدث فيه الموت فان توفي فاذنوني به حتى اشهده واصلي عليه فلم يبلغ النبي صل...


تفسير

رقم الحديث : 152

حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُرُوكِيُّ ، قَالَ . ح يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي حَيْرَانَ ، قَالَ . ح الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً وَقُوَّةً " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الزِّيَادَةُ فِي إِبَاحَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لِمَنْ أَرَادَ الصِّيَامَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي بَدْءِ الأَمْرِ أَنَّ الصَّائِمَ إِذْ نَامَ حُرِّمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ ، ثُمَّ أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى الأَكْلَ وَالشُّرْبَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ بِقَوْلِهِ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ سورة البقرة آية 187 ، فَإِبَاحَةُ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ فِي لَيْلَةِ الصِّيَامِ بَعْدَ النَّوْمِ وَهُوَ السَّحُورُ زِيَادَةٌ عَلَى إِبَاحَةِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ عِنْدَ الإِفْطَارِ ، وَهُوَ رُخْصَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ سورة البقرة آية 187 . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِرُخَصِهِ ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِعَزَائِمِهِ " فَيَكُونُ مَعْنَى التَّرْغِيبِ فِي السَّحُورِ تَرْغِيبًا فِي قَبُولِ الرُّخْصَةِ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ إِتْيَانَهَا . وَمَعْنَى الْبَرَكَةِ الزِّيَادَةُ عَلَى الإِبَاحَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الزِّيَادَةِ فِي الْعُمُرِ لأَنَّ الْعُمُرَ الْحَيَاةُ ، فِيهَا نَوْمٌ إِلَى الأَجَلِ الْمُؤَقَّتِ الَّذِي إِذَا جَاءَ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ، وَهَذِهِ الْمُدَّةُ فِيهَا نَوْمٌ وَيَقَظَةٌ ، وَالنَّوْمُ مَوْتٌ وَالْيَقَظَةُ حَيَاةٌ ، قَالَ تَعَالَى : وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ سورة الأنعام آية 60 ، وَقَالَ تَعَالَى : اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا سورة الزمر آية 42 ، فَسَمَّى الْوَفَاةَ الَّتِي هِيَ النَّوْمُ مَوْتًا ، وَالْيَقَظَةَ حَيَاةً وَنُشُورًا بِقَوْلِهِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ سورة الأنعام آية 60 ، وَفِي مُدَّةِ الْحَيَاةِ مَعْنَيَانِ : اكْتِسَابُ الطَّاعَةِ لِلْمُعَاوِدِ ، وَاقْتِنَاءُ الْمَرَافِقِ لِلْمَعَاشِ ، وَمِنَ الْمَرَافِقِ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ ، قَالَ تَعَالَى : يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ سورة المؤمنون آية 51 وَفِي السَّحُورِ يَقَظَةٌ ، وَهِيَ الْحَيَاةُ ، فَهُوَ زِيَادَةٌ فِي الْحَيَاةِ وَأَكْلٌ وَشُرْبٌ ، وَهُوَ زِيَادَةٌ فِي مَرَافِقِ الْحَيَاةِ ، وَفِيهِ فِي زِيَادَةِ اكْتِسَابِ الطَّاعَةِ ، لأَنَّ مِنْ أَرَادَ السَّحُورَ رُبَّمَا تَطَهَّرَ وَصَلَّى ، فَإِنْ قَصَّرَ سَمَّى اللَّهَ وَدَعَا ، وَإِنْ غَفَلَ عَنِ الذِّكْرِ وَكَسَلَ عَنِ الصَّلاةِ ، فَإِنَّ الأَكْلَ وَالشُّرْبَ لِنِيَّةِ الصِّيَامِ طَاعَةٌ ، فَفِيهِ زِيَادَةُ الْحَيَاةِ ، وَزِيَادَةُ الرِّفْقِ ، وَزِيَادَةُ الطَّاعَةِ ، وَهَذَا هُوَ الْعُمُرُ ، فَفِي السَّحُورِ الرِّفْقُ فِي الْعُمُرِ ، وَيَكُونُ فِي السَّحُورِ زِيَادَةُ وَقْتِ السَّحُورِ عَلَى الأَوْقَاتِ الْفَاضِلَةِ الْمَرْغُوبِ فِيهَا ، وَهِيَ أَوْقَاتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ أَوْقَاتِ الزَّمَانِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، وَيُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتَنْزِلُ الرَّحْمَةُ ، وَيُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ ، وَفِي وَقْتِ السَّحُورِ كَذَلِكَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : بِالأَسْحَارِ سورة آل عمران آية 17 ، وَقَالَ : وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ سورة الذاريات آية 18 وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ " وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : " الثُّلُثُ الأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ " ، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنَ الْفِطْرَةِ تَأْخِيرُ السَّحُورِ " أَرَادَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ لِيَكُونَ فِيهِ دَعْوَةٌ وَاسْتِغْفَارٌ فَيُجَابَ ، وَسُؤَالُ حَاجَةٍ فَتُقْضَى ، فَوَقْتُ السَّحُورِ زِيَادَةٌ عَلَى الأَوْقَاتِ الْمَرْغُوبِ فِيهَا الَّتِي هِيَ أَوْقَاتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، إِذًا فَالسُّحُورُ زِيَادَةٌ فِي الْقُوَّةِ ، وَزِيَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، وَزِيَادَةٌ فِي الرُّخَصِ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ إِتْيَانَهَا ، وَزِيَادَةٌ فِي الْحَيَاةِ ، وَزِيَادَةٌ فِي الرِّفْقِ فِيهَا ، وَزِيَادَةٌ فِي اكْتِسَابِ الطَّاعَةِ ، وَزِيَادَةٌ عَلَى الأَوْقَاتِ الَّتِي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ . وَقَدْ وَرَدَ فِي الحديثْ إِنَّ الرُّخْصَةَ بَرَكَةٌ ، وَهُوَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ ، وَكَانَ السَّبَبُ فِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَدَتْ قِلادَةً لَهَا فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَلَبِهَا ، وَالنَّاسُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا هَذَا بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ ، فَجَعَلَ الرُّخْصَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَرَكَةً يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَرَكَةٌ ، لأَنَّهُ لا حِسَابَ فِيهِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعُ نَفَقَاتٍ لا حِسَابَ لِلْعَبْدِ فِيهِنَّ : نَفَقَةٌ عَلَى عِيَالِهِ ، وَعَلَى وَالِدِهِ ، وَعَلَى إِفْطَارِهِ ، وَعَلَى سَحُورِهِ " ثُمَّ فِي السَّحُورِ فَوَائِدُ ، قِيلَ : فِيهِ حُصُولُ النِّيَّةِ لِلصَّوْمِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيَزُولُ الاخْتِلافُ فِي جَوَازِ صَوْمِهِ ، وَفِيهِ مُخَالَفَةٌ لأَهْلِ الْكِتَابِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحُورِ " ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ : إِنَّ السَّحُورَ وَقْتُ النَّجَاةِ ، قَالَ تَعَالَى : نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ { 34 } نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ سورة القمر آية 34-35 ، كَأَنَّهُ جَعَلَ وَقْتَ السَّحَرِ وَقْتَ الزِّيَادَةِ نِعْمَةً وَنَجَاةً مِنْ نِعْمَةٍ ، وَالسَّحُورُ يَكُونُ فِي هَذَا الْوَقْتِ ، فَتَيَقُّظُ الْمُتَسَحِّرِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِهَلاكِ مَنْ هَلَكَ ، وَنَجَاةِ مَنْ نَجَا . وَقِيلَ فِيهِ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " ، فَأُجِيبَ إِلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ : " تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " أَيْ : بَرَكَةُ الْبُكُورِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

صحابي

عَبْدِ الْحَكَمِ

ضعيف الحديث

الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ

صدوق حسن الحديث

يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي حَيْرَانَ

مجهول الحال

أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُرُوكِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.