من سمع الناس بعمله سمع الله به سائر خلقه وحقره وصغره


تفسير

رقم الحديث : 217

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَلْخِيُّ . ح مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ حَمَّادٍ السُّلَمِيُّ . ح خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فُلانًا بَاتَ اللَّيْلَ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ ، حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ : " ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ ، أَوْ قَالَ : فِي أُذُنَيْهِ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " أَيِ : اسْتَخَفَّ بِهِ ، وَاسْتَحْقَرَهُ ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ الْمُنَافِقِينَ : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ سورة المجادلة آية 19 ، أَيِ : اسْتَعْلَى عَلَيْهِمْ ، وَأَحَاطَ بِهِمْ ، فَنَسُوا ذِكْرَ اللَّهِ . وَقَدْ يُقَالُ لِمَنِ اسْتَخَفَّ بِإِنْسَانٍ ، وَأَزْوَى بِهِ ، وَاسْتَخَفَّ بِعَقْلِهِ ، فَغَرَّهُ وَخَدَعَهُ : بَالَ فُلانٌ فِي أُذُنِهِ ، وَيُقَالُ ذَلِكَ أَيْضًا لِمَنِ اسْتَغْفَلَ إِنْسَانًا أَتَاهُ عَلَى غِرَّةٍ . وَيُقَالُ : إِنَّ دَابَّةً فَوْقَ النَّهَرِ دُونَ الْكَلْبِ لَهَا أُذُنَانِ سَوْدَاوَانِ يَخَافُ مِنْهُ الأَسَدُ اسْتِحْذَارًا لَهَا ، وَتَنَامُ خَوْفًا مِنْهَا ، فَتَجِيءُ هَذِهِ الدَّابَّةُ فَتَبُولُ فِي أُذُنِهِ فَيَمُوتُ الأَسَدُ ، فَكَأَنَّ مَنْ غَفَلَ عَنِ اللَّهِ ، وَأُنْسِيَ ذِكْرَ اللَّهِ غَلَبَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ وَاسْتَضْعَفَهُ ، فَقَدْ جَاءَ فِي الْحديث " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَقُولُ لِلْعَبْدِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ : فَإِنَّ عَلَيْكَ لَيْلا طَوِيلا " . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ " أَيْ : أَنْسَاهُ ذِكْرُ الشَّيْطَانِ اللَّهَ ، وَأَخَذَ بِسَمْعِهِ عَنْ نِدَاءِ الْمَلَكِ الَّذِي جَاءَ فِي الْحديث " إِنَّهُ إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَخِيرُ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤَالَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ " فَالذَّاكِرُونَ اللَّهَ ، وَالْقَائِمُونَ لِلَّهِ ذَاكِرِينَ ، وَبِالأَسْحَارِ مُسْتَغْفِرِينَ ، وَلَهُ سَائِلِينَ ، وَإِلَيْهِ رَاغِبِينَ قِيَامًا قَانِتِينَ ، وَاسْتَقَلَّ الْقِيَامَ كَأَنَّهُ فِي سَمْعِ فَهْمِهِ وَقْرًا ، وَفِي أُذُنِ قَلْبِهِ صَمَمًا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ لَهُ ، وَأَخْذِهِ عَنْ نِدَاءِ الْمَلَكِ ، يُسْمِعُهُ بِوَسْوَسَتِهِ إِلَيْهِ ، لأَنَّ الْوَسْوَسَةَ كَلامٌ خَفِيٌّ ، وَإِكْثَارٌ مِنْهُ ، فَكَأَنَّهُ يَشْغَلُهُ بِحَدِيثِهِ عَنْ سَمَاعِ نِدَاءِ الْمَلَكِ بِسَمْعِهِ لِوَسْوَسَتِهِ إِلَيْهِ ، وَهُوَ اللَّعِينُ قَذِرٌ نَجِسٌ ، فَأَفْعَالُهُ نَجِسَةٌ ، وَأَعْمَالُهُ رَجِسَةٌ ، وَقَذِرَةٌ مُنْتِنَةٌ ، فَهُوَ إِذَا شَغَلَ سَمْعَ عَبْدٍ عَنِ الدَّاعِي بِشَهْوَةِ نَفْسِهِ وَبِوَسْوَسَتِهِ إِلَيْهِ أَتَى خَبِيثًا مِنَ الأَمْرِ وَرِجْسًا مِنَ الصِّفَةِ ، فَكَانَ كَأَنَّهُ بَالَ فِي أُذُنِهِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعَوْنَ عَلَيْهِ ، وَالْعِصْمَةَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ

مخضرم

مَنْصُورٍ

ثقة ثبت

سُفْيَانَ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ حَمَّادٍ السُّلَمِيُّ

مجهول الحال

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَلْخِيُّ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.