اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا


تفسير

رقم الحديث : 216

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَرَوَيْهِ الرَّازِيُّ . ح الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ بِبَغْدَادَ . ح عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْجَعْدِ . ح شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلا ، فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهَ بِهِ سَائِرَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ " ، قَالَ : فَذَرَفَتْ عَيْنَا ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْمُسَمِّعُ بِعَمَلِهِ الْمُرَائِي بِهِ ، يُظْهِرُ لِلنَّاسِ وَجَاهًا فِيهِمْ وَرُتْبَةً عِنْدَهُمْ ، يُرِيهِمْ أَنَّهُ لِلَّهِ عَابِدٌ وَلَهُ طَائِعٌ إِرَادَةَ رِفْعَةٍ فِيهِمْ ، فَهُوَ إِنَّمَا يُرَائِي بِهِ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يَعْظُمُ فِي أَعْيُنِهِمْ مَنْ يُطِيعُ اللَّهَ ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُطِيعِينَ لِلَّهِ مُتَعَبِّدِينَ لَهُ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا أَرَادَ مِنْ عِبَادِهِ إِخْلاصَ الْعَمَلِ لَهُ ، وَأَنْ لا يُرِيدُوا بِأَعْمَالِهِمْ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَلا تَكُونَ أَغْرَاضُهُمْ فِي أَفْعَالِهِمْ إِلا رِضَاءَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةِ ، فَإِذَا صَرَفُوا إِرَادَتَهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ بِإِظْهَارِ صَالِحِهَا لَهُمْ ، وَمُرَاءَاتِهِمْ بِهَا لِيَعْظُمُوا بِهَا فِي أَعْيُنِهِمْ ، وَيَجِلَّ عِنْدَهُمْ أَقْدَارُهُمْ ، قَلَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَظْهَرَ لِلْخَلْقِ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يُخْفُونَهَا عَنْهُمْ ، وَيَسْتُرُونَهَا مِنْهُمْ ، مِمَّا عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ ، وَسَتَرَهَا عَلَيْهِمْ ، فَيُبْدِيهَا لِسَائِرِ خَلْقِهِ مِنْ آدَمِيٍّ وَمَلَكٍ ، وَسَائِرِ خَلْقِ اللَّهِ ، فَيُبْغِضُونَهُمْ عَلَيْهَا ، وَتَزْدَرِيهِمْ أَعْيُنُهُمْ ، وَتَقْصُرُ أَقْدَارُهُمْ عِنْدَهُمْ ، وَيَحْقُرُونَهُمْ وَيَمْقُتُونَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، فَيَفْتَضِحُونَ عِنْدَهُمْ ، وَيُنْتَهَكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَيَفُوتُهُمْ مَا قَصَدُوهُ ، وَيُقْلَبُ عَلَيْهِمْ مَا أَرَادُوهُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : مَنْ رَاءَى النَّاسَ بِمَحَاسِنِهِ وَأَظْهَرَ لَهُمْ صَالِحَ أَعْمَالِهِ ، أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُمْ مَسَاوِئَهَا مِنْهَا ، فَيَفُوتُهُ مَا يُرِيدُ ، وَيَبْطُلُ مَحَاسِنُهَا ، فَلا يُثَابُ عَلَيْهَا ، وَلا يُدْرِكُ مَا يُرِيدُ ، بَلْ يَفْتَضِحُ وَيَصْغُرُ وَيَحْقُرُ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلانِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو

صحابي

رَجُلا

عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ

ثقة

شُعْبَةُ

ثقة حافظ متقن عابد

عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْجَعْدِ

ثقة ثبت رمي بالتشيع

الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ

ثقة

بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَرَوَيْهِ الرَّازِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.