من اسلم بلسانه ولم يفض الايمان الى قلبه لا تؤذوا المسلمين وتعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم...


تفسير

رقم الحديث : 259

وَكَذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ رِضَى اللَّهُ عَنْهَا ، وَسَمِعَهَا تَدْعُو عَلَى سَارِقٍ سَرَقَهَا ، فَقَالَ : " لا تَسْتَجْنِي عَنْهُ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ " ، رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رِضَى اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفَسَّرَ أَبُو عُبَيْدٍ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسْتَجْنِي " لا تُخَفِّفِي عَنْهُ ، زَجْرٌ لَهَا عَنِ الانْتِقَامِ وَالانْتِصَارِ مِنَ السَّارِقِ غَيْرَ أَنَّهُ أَتَاهَا مِنْ أَلْطَفِ الْوُجُوهِ ، لأَنَّهَا كَانَتْ فِي أَوَّلِ مَا أَصَابَهَا فَثَقُلَتْ لِذَلِكَ وَأَرْمَضَتْ فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ إِنْ سَأَلَهَا أَنْ لا تَدْعُوَ عَلَى سَارِقَهَا وَتَعْفُوَ عَنْهُ لَمْ تَسْنَحْ نَفْسُهَا لِذَلِكَ ، وَلَمْ تُطَاوِعْهَا ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا تُخَفِّفُ عَنْهُ بِدُعَائِهَا عَلَيْهِ ، وَهِيَ تَرَى أَنَّهَا تُقْبِلُ عَلَيْهِ ، وَتُرِيدُ الانْتِقَامَ مِنْهُ بِأَغْلَظِ الْعُقُوبَةِ وَأَشَدِّ الْعَذَابِ ، فَقَالَ لَهَا : تُرِيدِينَ التَّغْلِيظَ وَأَنْتِ تُخَفِّفِينَ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ عَنْهُ لِتَطِيبَ نَفْسُهَا بِتَرْكِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ ، وَلا تَدْعُوَ عَلَيْهِ ، وَهِيَ إِذَا تَرَكَتِ الدُّعَاءَ عَلَيْهِ وَالتَّتَبُّعَ لَهُ وَأَخْذَ الظُّلامَةِ مِنْهُ فَقَدْ عَفَتْ عَنْهُ فَوَجَبَ أَجْرُهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَأَشْفَقَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَيْهَا فَأَحَبَّ أَنْ لا يُحَرَّمُ أَجْرُهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالشَّفَقُ عَلَى سَارِقِهَا أَنْ يُؤَاخَذَ بِجِنَايَتِهِ بِدُعَائِهَا عَلَيْهِ فَصَرَفَهَا عَنِ الانْتِقَامِ وَالانْتِصَارِ بِأَلْطَفِ الْوُجُوهِ ، وَدَعَا إِلَى الْعَفْوِ الَّذِي أَحَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَرَسُولُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ . وَلَيْسَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسْتَجْنِي عَنْهُ " كَرَاهَةَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَلْ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْعَفْوِ وَنَدْبٌ إِلَى التَّجَاوُزِ ، وَكَيْفَ يَكْرَهُ التَّخْفِيفَ عَنِ الظَّالِمِ ، وَهُوَ إِلَى ذَلِكَ يَدْعُو إِلَيْهِ وَيَحُثُّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ إِلا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا " يَتْلُو عَلَيْهَا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ سورة النور آية 22 ، وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ سورة الشورى آية 37 ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ سورة الشورى آية 43 .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

عَطَاءٍ

ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن

حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ

ثقة فقيه جليل

سُفْيَانَ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ

ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث

أَبُو عُبَيْدٍ

ثقة مأمون

Whoops, looks like something went wrong.