لكل شيء اقبالا وادبارا وان لهذا الدين اقبالا وادبارا وساق حديثا في وصف اخر الزمان الى...


تفسير

رقم الحديث : 317

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سِبَاعٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ عَوْنٍ الْوَاسِطِيَّ ، قَالَ . ح أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَرَبَ لِسَانِي ، فَقَالَ : " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " ، فَقَدْ قَالَ : سَبْعِينَ مَرَّةً ، وَقَالَ : أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ، وَقَالَ : مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَيَدُلُّ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِالسَّبْعِينَ الْحَدَّ وَالْغَايَةَ الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهَا ، وَلَكِنَّهُ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ كَثِيرًا . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : " فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيًا هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " ، وَقَالَ فِيهِ سَلْمَانُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ عُمَرُ ، فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَمَعَ السَّبْعِينَ سَبْعِينَ خَرِيفًا . وَالأَخْبَارُ فِي ذِكْرِ السَّبْعِينَ كَثِيرَةٌ ، وَأَكْثَرُهَا عِبَارَةٌ عَنِ الْكَثْرَةِ ، لا إِخْبَارٌ عَنْ نِهَايَةٍ ، وَوَجْهُ تَخْصِيصِ السَّبْعِينَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَعْدَادِ عِنْدَ الْعِبَارَةِ عَنِ الْكَثْرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنَّ الْعَدَدَ قَلِيلٌ وَكَثِيرٌ ، فَالْقَلِيلُ مَا دُونَ الثَّلاثَةِ ، وَالْكَثْرَةُ الثَّلاثَةُ فَمَا فَوْقَهَا ، وَأَدْنَى الْكَثِيرِ الثَّلاثَةُ ، وَلَيْسَ لأَقْصَاهُ غَايَةٌ ، ثُمَّ الْعَدَدُ أَيْضًا نَوْعَانِ : شَفْعٌ وَوِتْرٌ ، وَالشَّفْعُ أَوَّلُ النَّوْعَيْنِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ سورة الفجر آية 3 ، وَأَوَّلُ الإِشْفَاعِ اثْنَانِ ، وَأَوَّلُ الأَوْتَارِ الثَّلاثَةُ ، وَالْوَاحِدُ لَيْسَ بِعَدَدٍ ، أَلا تَرَى أَنَّكَ إِذَا ضَرَبْتَ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ لَمْ يَخْرُجْ هُنَاكَ عَدَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى فِي كِتَابِ الْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ : الْوَاحِدُ لَيْسَ بِعَدَدٍ وَإِنَّمَا الْعَدَدُ جَمَاعَةٌ مُرَكَّبَةٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَدَدُ مَأْخُوذًا مِنَ الْعَوْدِ ، كَأَنَّ الْعَدَدَ إِعَادَةُ الْحِسَابِ مَرَّاتٍ ، فَيُعَادُ الْوَاحِدُ مَرَّاتٍ فَيَصِيرُ عَدَدًا ، فَالشَّفْعُ إِعَادَةُ الْوَاحِدِ مَرَّتَيْنِ ، وَالْوِتْرُ إِعَادَتُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، هَذَا أَوَّلُ الأَشْفَاعِ ، وَأَوَّلُ الأَوْتَارِ ، وَالْوَاحِدُ وِتْرٌ ، وَلَيْسَ مِنْ جِهَةَ الْعَدَدِ ، لَكِنْ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ غَيْرُ زَوْجٍ ، لِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِوِتْرٍ مِنْ جِهَةِ الْعَدَدِ ، لَكِنْ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ فَرْدٌ لا يَزْدَوِجُ بِشَيْءٍ ، كَمَا أَنَّهُ وَاحِدٌ لَيْسَ مِنْ جِهَةِ الْعَدَدِ ، وَلَكِنْ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَالسَّبْعَةُ أَوَّلُ جَمْعِ الْكَثِيرِ مِنَ النَّوْعَيْنِ ، لأَنَّ فِيهَا أَوْتَارًا ثَلاثَةً ، وَأَشْفَاعًا ثَلاثَةً ، فَأَوَّلُ أَشْفَاعِهَا الاثْنَانِ ، ثُمَّ الأَرْبَعَةُ ، ثُمَّ السِّتَّةُ ، وَأَوَّلُ أَوْتَارِهَا الثَّلاثَةُ ، ثُمَّ الْخَمْسَةُ ، ثُمَّ السَّبْعَةُ ، لأَنَّ الْوَاحِدَ لَيْسَ بِوِتْرٍ مِنْ جِهَةِ الْعَدَدِ كَمَا قُلْنَا فَالسَّبْعَةُ جَمْعُ كَثْرَةِ الْعَدَدِ ، وَكَثْرَةِ النَّوْعَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا نَوْعَا الْعَدَدِ ، ثُمَّ الْعَشَرَةُ كَمَالُ الْحِسَابِ ، لأَنَّ الآحَادَ مُنْفَرِدٌ كُلُّ عَدَدٍ مِنْهَا بِنَفْسِهِ إِلَى الْعَشَرَةِ ، كَقَوْلِهِمُ : اثْنَانِ وَثَلاثَةٌ وَأَرْبَعَةٌ إِلَى الْعَشَرَةِ ، فَإِذَا جَاوَزَ الْعَشَرَةَ فَهِيَ إِضَافَةُ الآحَادِ إِلَى الْعَشَرَةِ ، كَقَوْلِهِمُ : اثْنَا عَشَرَ ، وَثَلاثَةَ عَشَرَ إِلَى عِشْرِينَ ، وَالْعِشْرُونَ تَكْرِيرُ الْعَشَرَةِ مَرَّتَيْنِ ، وَثَلاثُونَ تَكْرِيرُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى مِائَةٍ ، وَالْقَوْلُ فِي الْمِائَةِ وَالْعَشَرَاتِ كَالْقَوْلِ فِي الآحَادِ وَالْعَشَرَةِ ، كَذَلِكَ الأَلْفُ وَلَيْسَ وَرَاءَهُ اسْمٌ لِلْحِسَابِ ، بَلْ هُوَ إِعَادَةُ الأَلْفِ مَرَّاتٍ وَتَكْرِيرُهُ . فَالسَّبْعُونَ يُجْمَعُ مِنَ الْكَثْرَةِ وَالنَّوْعِ وَالْكَثْرَةِ وَكَمَالِ الْحِسَابِ ، وَالْكَثْرَةُ مِنْهُ ، وَالنَّوْعَيْنِ مِنَ الْكَمَالِ ، وَالْكَثْرَةُ مِنْهُمَا ، لأَنَّهُ عَشْرُ مَرَّاتٍ سَبْعَةٌ فَهُوَ فِي كَمَالِ الْحِسَابِ الَّذِي هُوَ الْعَشَرَةُ كَالسَّبْعَةِ فِي الآحَادِ ، وَالسَّبْعُونَ أَدْنَى الْكَثِيرِ مِنَ الْعَدَدِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، وَالأَقْصَى لا الْغَايَةُ لَهُ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْكَثِيرِ الَّذِي يُجَاوِزُ الْعَدَدَ بِالسَّبْعِينَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَإِذَا بُولِغَ فِي الْكَثْرَةِ قَالُوا : سَبْعُ مِائَةٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سورة البقرة آية 261 إِلَى قَوْلِهِ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ سورة البقرة آية 261 ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ سورة البقرة آية 261 ، فَأَخْرَجَهُ عَنِ الْغَايَةِ وَالنِّهَايَةِ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِلْحَاجِّ الْمَاشِي بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً مِن حَسَنَاتِ الْحَرَمِ " , قِيلَ مَا حَسَنَاتُ الْحَرَمِ ؟ قَالَ : " كُلُّ حَسَنَةٍ سَبْعُ مِائَةٍ " كَأَنَّهُ أَرَادَ الْمُبَالَغَةَ فِي الْكَثْرَةِ ، فَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِالسَّبْعِ مِائَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَعْدَادِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ فَإِنَّهَا مَحْدُودَةٌ مُتَنَاهِيَةٌ ، وَذَلِكَ الْعَدَدُ مَحْصُورٌ عَلَى مَا ذُكِرَ مِثْلَ قَوْلِهِ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ سورة الحاقة آية 7 ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ سورة البقرة آية 196 ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً سورة الأعراف آية 142 ، وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ سورة السجدة آية 5 ، لأَنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مُتَنَاهٍ مَعْدُودٌ ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ هَذِهِ مَسَافَةُ مَا بَيْنَهُمَا نُزُولا وَصُعُودًا لِمَا وَرَدَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ . وَقَوْلُهُ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ سورة المعارج آية 4 ، فَهُوَ مَقْصُودُ طُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى هَذَا الْعَدَدِ ، لأَنَّهُ يَوْمٌ مُتَنَاهٍ ، آخِرُهُ دُخُولُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلِ النَّارِ النَّارَ ، وَالْخُلُودُ فِيهِمَا لا نِهَايَةَ لَهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
حُذَيْفَةَ

صحابي

أَبِي الْمُغِيرَةِ

انفرد بتوثيقه ابن حبان

أَبِي إِسْحَاقَ

ثقة مكثر

أَبُو الأَحْوَصِ

ثقة متقن

عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ عَوْنٍ الْوَاسِطِيَّ

ثقة ثبت

مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سِبَاعٍ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.