ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اختار الذي هو ايسر


تفسير

رقم الحديث : 81

قَالَ ح حَاتِمُ بْنُ عَقِيلٍ ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ " ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ " مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ ، وَلا يُحَافِظُ عَلَى الطُّهُورِ إِلا مُؤْمِنٌ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ : رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا سورة فصلت آية 30 لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَالاسْتِقَامَةُ هِيَ الإِقَامَةُ عَلَى قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ بِإِيفَاءِ حَقِّهِ ، وَرِعَايَةِ حَدِّهِ ، وَأَوْلَى حَقِّهِ إِسْقَاطُ تَعْظِيمِ مَا سِوَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ شِرْكٍ ، وَهُوَ أَنْ لا نَخَافَ غَيْرَهُ ، وَلا نَرْجُو سِوَاهُ ، وَلا نُرَاعِيَ إِلا حَقَّهُ ، وَكُلُّ حَقٍّ أَوْجَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَهُوَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ ، وَأَدْنَى حُدُودِهِ إِقَامَةُ مَا أَوْجَبَهُ حَقُّ هَذَا الْقَوْلِ ، وَهُوَ أَدَاءُ أَوَامِرِهِ ، وَالانْتِهَاءُ عَمَّا نَهَى عَنْهُ ، وَالرِّضَا بِمَا يَكُونُ مِنْهُ . وَقَوْلُهُ : " وَلَنْ تُحْصُوا " قِيلَ : لَنْ تُحْصُوا ثَوَابَهَا ، وَقِيلَ : لَنْ تُطِيقُوا أَيْ لا تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَسْتَقِيمُوا ، وَمَعْنَاهُ لا تَسْتَطِيعُونَ بِحَوْلِكُمْ وَقُوَّتِكُمْ ، وَلا بِاجْتِهَادِكُمْ وَاسْتِطَاعَتِكُمْ ، بَلْ لَنْ تُطِيقُوهُ ، وَأَحْرَى أَنْ لا تُطِيقُوهُ ، وَإِنْ بَذَلْتُمْ مَجْهُودَكُمْ ، أَيْ عَجْزُهُمْ فِي أَدَاءِ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " وَاسْتَقِيمُوا " عَلَى مَا أَقْرَرْتُمْ فِي الذَّرِّ الأَوَّلِ حِينَ أَجَبْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِكُمْ حِينَ قَالَ لَكُمْ : " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ " أَيِ اسْتَقِيمُوا عَلَى قَوْلِكُمْ " بَلَى " بِمُرَاعَاتِ الأَنْفَاسِ ، وَمُرَاقَبَةِ الأَهْجَاسِ ، وَلَنْ تُحْصُوا عَدَدَ أَنْفَاسِكُمْ ، وَلا تُطِيقُونَ مُرَاقَبَةَ خَوَاطِرِكُمْ ، فَكَيْفَ تَسْتَقِيمُونَ ، صَرَفَهُمْ عَنْ أَوْصَافِهِمْ فِي رُؤْيَةِ الاسْتِقَامَةِ مِنْهُمْ ، وَإِقَامَتِهِمْ مَقَامَ الاضْطِرَابِ لِعَجْزِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَدَلَّهُمْ عَلَى الافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي طَلَبِ الاسْتِقَامَةِ . وَقَوْلُهُ : " وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنَ خَيْرِ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةَ " ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَتَمِّهَا دَلالَةً عَلَى الاسْتِقَامَةِ الصَّلاةَ ، وَذَلِكَ أَنَّهَا . . . . . اللَّه , وَالانْقِطَاع إِلَيْهِ عَمَّا سِوَاهُ ، وَفِيهَا ذَمُّ الْجَوَارِحِ وَجَمِيعِ الشَّرِّ ، وَالإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَالانْصِرَافُ عَمَّا سِوَاهُ ، وَالاشْتِغَالُ بِهِ عَمَّنْ دُونَهُ . وَقَوْلُهُ : " وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الطُّهُورِ إِلا الْمُؤْمِنُ " يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الطَّهَارَةَ مِنَ الْحَدَثِ ، وَهُوَ الْوُضُوءُ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : " وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا الْمُؤْمِنُ " ، وَهِيَ رِوَايَةُ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ ثَوْبَانَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ثَوْبَانَ

صحابي

سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ

ثقة

مَنْصُورٍ

ثقة ثبت

أَبُو الأَحْوَصِ

ثقة متقن

يَحْيَى

مجهول الحال

حَاتِمُ بْنُ عَقِيلٍ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.