لا تقبحوا الوجوه فان ادم على صورة الرحمن


تفسير

رقم الحديث : 82

حَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ، قَالَ . ح إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ . ح يَعْلَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ ثَوْبَانَ " وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوَضُوءِ إِلا الْمُؤْمِنُ " ، وَقَالَ : " أَفْضَلُ أَعْمَالِكُمْ " ، قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " الطُّهُورُ " ظَاهِرًا وَبَاطِنًا ، وَهُوَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ سِرِّهِ مِنَ النَّظَرِ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا يُحَافِظُ عَلَى طَهَارَةِ ظَاهِرِهِ مِنَ الْحَدَثِ . وَقَوْلُهُ : " لَنْ يُحَافِظَ " دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ تَأْوِيلِ قَوْلِهِ " لَنْ تُحْصُوا " أَيْ : لَنْ تُطِيقُوا ، لأَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى وَزْنِ الْمُجَاهَدَةِ ، وَهُوَ أَنْ تُجَاهِدَ مَنْ يُجَاهِدُكَ ، أَيْ : تَكُونُ غَالِبًا مَرَّةً ، وَمَغْلُوبًا أُخْرَى ، وَأَنْتَ تَجْهَدُ وَتَبْذُلُ مَجْهُودَكَ فِي الْجِهَادِ ، وَكَذَلِكَ الْمُحَافَظَةُ ، وَذَلِكَ أَنَّكَ تَتَحَفَّظُ جَهْدَكَ وَطَاقَتَكَ فِي تَطْهِيرِ سِرِّكَ ، ثُمَّ تُغْلَبُ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ تُحْفَظُ ثُمَّ تُضَيَّعُ ، مَرَّةً حِفْظٌ وَمَرَّةً ضَيْعَةٌ ، وَأَنْتَ بَاذِلٌ مَجْهُودَكَ فِي حِفْظِ سِرِّكَ ، أَيْ : لَنْ تُطِيقَ الاسْتِقَامَةَ ، وَلَكِنْ تَبْذُلُ مَجْهُودَكَ فِيهِ ، فَيَكُونُ مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا ، كَمَا أَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْوُضُوءِ لَيْسَ أَنْ لا تُحْدِثَ ، لَكِنْ كُلَّمَا أَحْدَثْتَ تَطْهُرُ ، فَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ فِي الاسْتِقَامَةِ بَيْنَ عَجْزِ الْبَشَرِيَّةِ وَبَيْنَ اسْتِظْهَارِ الرُّبُوبِيَّةِ ، فَيَكُونُ بَيْنَ رِعَايَةٍ وَإِهْمَالٍ ، وَبَيْنَ تَقْصِيرٍ وَإِكْمَالٍ ، وَبَيْنَ مُرَاقَبَةٍ وَإِغْفَالٍ ، وَهُوَ بَيْنَ جَدٍّ وَفُتُورٍ ، كَمَا أَنَّهُ بَيْنَ حَدَثٍ وَطُهُورٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ثَوْبَانَ

صحابي

سَالِمٍ

ثقة

الأَعْمَشِ

ثقة حافظ

يَعْلَى

ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين

Whoops, looks like something went wrong.