لكل دعوة مستجابة فتعجل واني اختبات دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وهي نائلة ان شاء الل...


تفسير

رقم الحديث : 102

قال الشيخ الإمام المصنف رحمه الله قَرَأَ عَلَيَّ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمُطَّوِعِيُّ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ فِي دَارِ بَكَّارٍ ، وَهُوَ يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ ، حَدَّثَكُمْ مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ ، قَالَ . ح سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَمِنْ صَبْرِهِ وَكَرَمِهِ ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ لَوْ كُنْتُ أَنَا مَكَانَهُ حِينَ أَتَاهُ الرَّسُولُ لَبَدَرْتُهُ الْبَابَ ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْقَدْرُ ، وَلَوْلا كَلِمَةٌ قَالَهَا مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ صَبْرِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكِرَامِ يُوسُفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَسُكُونِهِ فِي حَالِهِ ، وَرِضَاهُ وَتَمَكُّنِهِ وَسُكُونِهِ تَحْتَ مَجَارِي أَقْضِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقِلَّةِ اضْطِرَابِهِ ، وَانْتِظَارِيَةِ حُكْمِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْفَرَحِ عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ غَمِّ السِّجْنِ وَكَرْبِهِ ، وَعَجِبَ مِنْ شَأْنِهِ فِي صَبْرِهِ وَكَرَمِهِ ، وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَكَانَهُ لَبَادَرَ الْبَابَ ، وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَرْفَعُ حَالا ، وَأَشَدُّ تَمَكُّنًا ، وَأَجَلُّ قَدْرًا ، فَهُوَ أَفْضَلُ الأَنْبِيَاءِ ، وَخَيْرُ الْبَشَرِ ، فَهُوَ أَحْرَى بِالصَّبِرِ وَالْكَرَمِ ، وَأَحَقُّ بِتَمْكِينِ الْحَالِ ، فَلَيْسَ إِخْبَارُهُ عَنْ نَفْسِهِ بِمُبَادَرَةِ الْخُرُوجِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَضَجُّرًا مِنَ الْحَالِ وَالاسْتِبْطَاءِ لِلْفَرَجِ ، وَلا لِعِلَّةِ التَّمَكُّنِ وَلا الاضْطِرَابِ مِنْهُ فِي الْحَالِ الَّتِي رُفِعَ إِلَيْهَا ، وَلَكِنَّهُ إِخْبَارٌ مِنْهُ عَنْ نَفْسِهِ إِيَثارَ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى حَظِّ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ رَسُولا ، فَقَدْ بَعَثَهُ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ هُمْ هُوَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، وَكَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ دَعَا أَهْلَ السِّجْنِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ سورة يوسف آية 39 الآيَةَ ، دَلَّهُمْ عَلَى صِدْقِهِ بِالْمُعْجِزَةِ عَنِ الآيَةِ وَهُوَ عِلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ ، وَمَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ، فَقَالَ : لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا سورة يوسف آية 37 الآيَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ طَرِيقٌ إِلَى دَعْوَةِ الْمَلِكِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِكَوْنِهِ فِي السِّجْنِ ، فَلَمَّا وَجَدَ السَّبِيلَ إِلَى ذَلِكَ بِإِرْسَالِ الْمَلِكِ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتُوهُ بِهِ تَرَبَّصَ ، وَقَدَّمَ عُذْرَ نَفْسِهِ وَبَرَاءَتَهَا مِمَّا نُسِبَ إِلَيْهِ مِنْ إِرَادَةِ السُّوءِ الَّذِي رَمَتْهُ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ بِهِ إِذْ تَقُولُ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ، فَرَدَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّسُولَ , فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ سورة يوسف آية 50 الآيَةَ : فَلَمَّا بَرَّأْنَهُ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ، وَقَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ سورة يوسف آية 51 ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَجَابَ الْمَلِكَ ، وَخَرَجَ مِنَ السِّجْنِ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَبَادَرْتُ الْبَابَ " ، يَعْنِي الأَصْلَ إِلَى دَعْوَةِ الْمَلِكِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِوُجُوبِ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى ، وَتَأَدُّبًا بِأَدَبِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ سورة الحجر آية 94 ، وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ سورة المائدة آية 67 ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَكَانَهُ لآثَرَ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فِي دَعْوَةِ الْمَلِكِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَلَى بَرَاءَةِ نَفْسِهِ إِعْرَاضًا عَنْهَا ، وَإِقْبَالا عَلَى اللَّهِ فِي أَدَاءِ حَقِّهِ ، وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ يُوسُفَ شِبْهَ التَّقْصِيرِ ، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

عِكْرِمَةَ

ثقة

عَمْرِو بْنِ زِيَادٍ

ثقة ثبت

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

ثقة حافظ حجة

مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ

ثقة

أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمُطَّوِعِيُّ

ثقة نبيل حافظ

Whoops, looks like something went wrong.