رحم الله عثمان تستحيه الملائكة


تفسير

رقم الحديث : 150

مَا حَدَّثَنَاهُ حَاتِمٌ ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلالٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلا لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ؟ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ " قَالَ : كَلا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كُنْتُ لَمُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةٍ : " كَفَى بِالسَّيْفِ ساء " فِي رِوَايَةٍ قَالَ : " اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ : إِنَّهُ لَغَيُورٌ ، وَلأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي " ، فَدَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ مُعَالَجَةَ الْعُقُوبَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا لِغَيْرَتِهِ ، وَلَمْ يَخْفِ التَّبِعَةَ فِيهَا لِشَرَفِهِ فِي قَوْمِهِ ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّهُ أَغْيَرُ مِنْ سَعْدٍ ، وَأَشْرَفُ ، وَأَبْلَغُ سُؤْدُدًا مِنْهُ ، وَهُوَ يَنْتَهِي إِلَى الْحَدِّ فِي الْغَيْرَةِ ، فَلا يُعَاجِلُ بِالْعُقُوبَةِ مُوَاقِعَ الْفَاحِشَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَأَعْلَى وَأَجَلُّ ، وَهُوَ لا يُعَاجِلُ بِالْعُقُوبَةِ ، وَالشَّخْصُ الَّذِي شَرَفُهُ وَسُؤْدُدُهُ مِنْ جِهَةِ الشَّخْصِ بِالنُّمُوِّ وَالازْدِيَادِ لإِلْزَامِهِ أَحَقُّ وَأَوْلَى ، ثُمَّ الأَشْخَاصُ وَهُمُ الْمُتَرَفِّعُونَ الأَشْرَافُ ، وَمَنْ عَظُمَ قَدْرُهُ مِنْهُمْ لِعَمَلِهِ مِنْ قُوَّةٍ لِلسُّلْطَانِ ، أَوْ شَرَفٍ بِحَالٍ ، وَاتِّبَاعٍ ، وَيَكُونُ شَرَفُهُمْ نُمُوًّا ، وَتَزَايُدًا ، وَبِالْعِلَلِ ، وَالأَسْبَابِ ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُعْذَرُوا مِنْ أَفْعَالِهِمُ الَّتِي يَجُوزُ أَنْ يُلامُوا عَلَيْهَا ، وَيَلْزَمُهُمُ التَّعْبِيرُ فِيهَا حَدًّا ، فَلا يَجُوزُ لَهُمْ مُجَاوَزَتُهَا ، وَأَقْدَارٌ لَيْسَ لَهُمْ تَعَدِّيهَا ، فَرُبَّمَا يَفْعَلُونَ الْفِعْلَ الَّذِي يَلْزَمُهُمُ اللَّوْمُ عَلَيْهَا لِهَذِهِ الْعِلَلِ ، وَهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُعْذِرُوا إِلَى النَّاسِ فِي أَفْعَالِهِمْ لإِزَالَةِ اللَّوْمِ عَنْهُمْ ، وَالتَّعْبِيرِ لَهُمْ ، وَالنَّكِيرِ مِمَّنْ فَوْقَهُمْ عَلَيْهِمْ ، فَاللَّهُ تَعَالَى فِي جَلالِهِ ، وَعَظَمَتِهِ ، وَكِبْرَيَائِهِ ، وَقَهْرِهِ لِخَلْقِهِ يُبْدِي الْعُذْرَ فِيمَا يَفْعَلُ بِخَلْقِهِ مِنْ عَدُوٍّ يُهْلِكُهُ ، أَوْ وَلِيٍّ يُبْلِيهِ ، فَقَالَ فِي أَعْدَائِهِ : وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ سورة النحل آية 33 ، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ سورة الزخرف آية 76 ، وَقَالَ : ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ سورة الأنعام آية 146 ، وَأَشْبَاهُهُ كَثِيرٌ ، وَقَالَ فِي أَوْلِيَائِهِ : ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمُ الآيَةَ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي سورة آل عمران آية 195 ، وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ سورة آل عمران آية 169 ، وَقَالَ : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ سورة النور آية 11 ، وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ سورة آل عمران آية 166 ، فَهُوَ جَلَّ جَلالُهُ وَعَزَّ يُبْدِي هَذِهِ الأَعْذَارَ فِي فِعْلِهِ ، وَقَدْ بَعَثَ الأَنْبِيَاءَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ سورة النساء آية 165 ، وَلِئَلا يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ سورة الأعراف آية 172 ، أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ سورة الأنعام آية 157 . وَأَمْثَالُهَا كَثِيرَةٌ ، فَأَبْدَى هَذِهِ الأَعْذَارَ إِلَى خَلْقِهِ ، وَأَحَبَّ إِبْدَاءَ الْعُذْرِ فِي فِعْلِهِ مَعَ غِنَاهُ عَنْ ذَلِكَ ، إِذْ لا يَلْزَمُهُ تَعَالَى فِي فِعْلِهِ لَوْمٌ ، وَلا يَلْحَقُهُ تَغَيُّرٌ ، وَلا مِنْ غَيْرِهِ عَلَيْهِ نَكِيرٌ ، وَلا حَدَّ لَهُ فَيُجَاوِزَهُ ، وَهُوَ يَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ ، وَهُوَ حَكِيمٌ عَالِمٌ قَادِرٌ ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وَيَحْكُمْ مَا يُرِيدُ ، لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يَسْأَلُونَ وَهُوَ تَعَالَى يُحِبُّ الْعُذْرَ فَضْلا مِنْهُ وَكَرَمًا ، وَإِجْلالا لِعُذْرٍ أَوْلِيَائِهِ وَبِرًّا بِهِمْ ، وَلُطْفًا بِهِمْ أَكْثَرَ مِنْ مَحَبَّةِ الأَجِلَّةِ وَالأَشْرَابِ الَّذِينَ هُمْ أَشْخَاصٌ مَعْلُولُونَ ، وَعِبَادٌ مَرْبُوبُونَ ، وَهُوَ الْجَلِيلُ الْعَظِيمُ الرَّبُّ الْكَرِيمُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْعُذْرَ مِنْ عِبَادِهِ إِلَيْهِ ، وَهُوَ أَنْ يَعْتَذِرُوا إِلَيْهِ مِنْ خَبَاءَتِهِمْ ، وَتَقْصِيرِهِمْ ، فَيَغْفِرُهَا لَهُمْ ، وَبَعَثَ الْمُرْسَلِينَ لِيَحِثُّوا عَلَى ذَلِكَ عِبَادَهُ ، وَلِيَبْلُوا أَعْذَارَ عِبَادِهِ ، وَيَشْفَعُوا لَهُمْ ، كَمَا قَالَ : الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ سورة غافر آية 7 ، إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا سورة غافر آية 7 . وَقَوْلُهُ : " وَلا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ " الأَشْخَاصُ : وَهُمُ الْمُتَرَفِّعُونَ الْمُتَزَايِدُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يُمْدَحُوا وَيُثْنَى عَلَيْهِمْ فِي أَوْصَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ بِمَكَانِ غَيْرِهِمْ وَأَوْصَافِهِمْ ، فَهَلْ غَيَّرَهُمْ بِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ بِقُوَّةٍ يُحْدِثُهَا فِيهِمْ مِنْ لَهُ الْعُذْرَةُ وَالْقُوَّةُ ، وَيَسْتَحِقُّ عَلَيْهِمُ الثَّوَابَ مِنْهُمْ فِي الْمَدْحِ لَهُمْ ، وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ ، وَرُبَّمَا لَمْ يُثْنُوا لِرُؤْيَةِ فَضْلٍ بِدُونِهِ فِيهِمْ ، وَهُمْ بِحُبِّهِمْ عَنْهُ عَوَارِي ، وَاللَّهُ تَعَالَى لِلْمَدْحِ أَحَبُّ ، وَلِلثَّنَاءِ عَلَيْهِ أَشْكَرُ ، إِذْ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْمَدْحِ ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى رَفِيعُ الأَوْصَافِ ، جَمِيلُ الأَفْعَالِ ، وَهُوَ الْمُنْعِمُ الْمُتَفَضِّلُ ، ذُو الْجَلالِ وَالْجَمَالِ ، فَهُوَ يُحِبُّ الْمَدْحَ مِنْ عِبَادٍ لَهُ ، وَالثَّنَاءَ مِنْهُمْ عَلَيْهِ ، وَالْحَمْدَ وَالشُّكْرَ لَهُ لِيُثِيبَهُمْ عَلَيْهِ أَفْضَلَ الثَّوَابِ ، وَيُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ النِّعَمِ , وَكَذَلِكَ وَعَدَ الْجَنَّةَ لِيُمْدَحَ بِالْفَضْلِ وَاللُّطْفِ وَالْبِرِّ ، لأَنَّهُ لا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ شَيْئًا ، فَهُوَ مُتَفَضِّلٌ فِيمَا وَعَدَ مِنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا ، فَأَحَبَّ أَنْ يُمْدَحَ بِمَا يُمْدَحُ الْمُتَفَضِّلُ الْحَسَنُ الْفِعَالِ ، الْجَمِيلُ الأَوْصَافِ ، وَوَعَدَ أَيْضًا عَلَى الْمَدْحِ لَهُ وَالثَّنَاءِ لَهُ وَالشُّكْرِ لَهُ الْجَنَّةَ وَثَوَابَهَا وَنَعِيمَهَا ، وَمَا أَعَدَّ فِيهَا مِمَّا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، فَهُوَ لِلْمَدْحِ أَشَدُّ حُبًّا مِنَ الأَشْخَاصِ الْمَعْلُومِينَ ، وَهُوَ بِالْمَدْحِ أَوْلَى ، وَلَهُ أَحَقُّ ، تَبَارَكَ اللَّهُ الْمَمْدُوحُ فِي أَوْصَافِهِ ، الْمَحْمُودُ عَلَى أَفْعَالِهِ ، الْمُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ ، الْمُتَفَضِّلُ الْبَرُّ الرَّءُوفُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة ثبت

سُهَيْلٍ

ثقة

سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلالٍ

ثقة

يَحْيَى

ضعيف الحديث

يَحْيَى

مجهول الحال

حَاتِمٌ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.