من اتى اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا فادعوا له ومن سالكم بالله فاعطوه ومن استعاذك...


تفسير

رقم الحديث : 167

قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْفَضْلِ ، قَالَ . ح أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذْ عَرَضَ شَيْخٌ جَلِيلٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي بَصَرِهِ بَعْضُ الضَّعْفِ ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ ، فَلَمَّا قَالَ لِي : يَا ابْنَ أَخِي ، أَوْسَعَ لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، ثُمَّ قَالَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي السَّحَابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْشِئُ السَّحَابَ ، فَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ ، وَيَنْطِقُ أَحْسَنَ النُّطْقِ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَضَحِكُ السَّمَاءِ صَبَّةُ الْمَاءِ ، فَقَدْ عَبَّرَ عَنْ صَبِّ الْمَاءِ بِالضَّحِكِ ، وَعَنِ اسْتِبْشَارِ الْعَبْدِ وَسُرُورِهِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ ، وَإِدْرَارِهَا عَلَيْهِ ، وَفَرَحِهِ بِهَا بِالضَّحِكِ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ الضَّحِكُ الْمَفْهُومُ فِيمَا بَيَّنَّا صِفَةً لِلْعَبْدِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ صِفَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ صِفَاتِ الْمُحْدَثِينَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الضَّحِكِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبُولَ عَمَلِ عَبْدِهِ ، وَرِضَاهُ بِهِ ، وَضَحِكُ الْعَبْدِ إِلَيْهِ فَرَحُهُ بِثَوَابِ رَبِّهِ ، وَسُرُورَهُ بِهِ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً سورة الفجر آية 28 ، أَيْ : رَاضِيَةً بِثَوَابِ اللَّهِ ، مَرْضِيَّةً أَفْعَالُكِ عِنْدَ اللَّهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الضَّحِكِ الْحُسْنَ ، وَالْبَهَاءَ ، وَالنَّضْرَةَ ، كَمَا يُقَالُ : ضَحِكَتِ الشَّمْسُ إِذَا أَشْرَقَ ضَوْؤُهَا ، وَضَحِكَ النَّهَارُ إِذَا أَضَاءَ ، وَضَحِكَتِ الأَرْضُ إِذَا اهْتَزَّتْ بِالنَّوْرِ وَالنَّبَاتِ . قَالَ الأَعْشَى : يُضَاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِيهِ حُسْنَ الثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَنُصْرَتَهُ كَأَنَّهُ يَضْحَكُ إِلَى الْعَبْدِ ، وَحُسْنَ عَمَلِ الْعَبْدِ ، وَإِخْلاصَهُ ، وَطَهَارَتَهُ عَمَّا يُدَنِّسُهُ ، كَأَنَّهُ يَضْحَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، آمَنَّا بِمَا قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا أَرَادَهُ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَعَالَى عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَأَوْصَافِ الْمُحْدَثِينَ عُلُوًّا كَبِيرًا . وَقَدْ يَكُونُ الضَّحِكُ بَيْنَ الْمُحِبِّينَ إِذَا طَالَ الْعَهْدُ بَيْنَهُمَا ، وَتَقَادَمَ ، وَأَضْمَرَ الْمُحِبُّ مَحْبُوبَهُ ، وَكَتَمَ مَحَبَّتَهُ لَهُ ، وَشَوْقَهُ إِلَيْهِ ، وَصَبَابَتَهُ لَهُ ، وَلَمْ يَبُثَّ حُزْنَهُ ، وَلا أَفْضَى سِرَّهُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَمَحْبُوبُهُ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ ، وَيَجِلُّ لِذَلِكَ قَدْرُهُ عِنْدَهُ ، وَيَعْظُمُ مَوْقِعُهُ مِنْهُ ، وَكَأَنَّهُ يُحَدِّثُ إِلَى حَبِيبِهِ مَا يَزِيدُهُ شَوْقًا إِلَيْهِ ، وَصَبَابَةً بِهِ ، وَمَحَبَّةً لَهُ ، فَإِذَا الْتَقَيَا نَظَرَ الْمَحْبُوبُ إِلَيْهِ ، وَقَدْ عَرَفَ لَهُ مَا كَانَ يُضْمِرُهُ لَهُ ، وَيُجِنُّ ضُلُوعَهُ عَلَيْهِ ، فَيَضْحَكُ إِلَيْهِ قَبُولا لَهُ ، وَتَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ ، وَلا يَزِيدُهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَيَضْحَكُ الْمُحِبُّ سُرُورًا بِرُؤْيَةِ مَحْبُوبِهِ ، فَيُفْضِي بِذَلِكَ سِرَّهُ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمَا ، وَيُظْهِرُ الشَّوْقَ الَّذِي كَانَ مُجِنًّا عَلَيْهِ ضُلُوعَهُ ، وَقَدْ بَدَا لَهُ سُرُورُ مَحْبُوبِهِ بِهِ كَسُرُورِهِ بِهِ ، وَقَبُولِهِ لَهُ ، وَرِضَاهُ عَنْهُ ، فَلا يَزِيدُ عَلَى الضَّحِكِ إِلَى مَحْبُوبِهِ إِجْلالا لَهُ ، وَهَيْبَةً مِنْهُ ، وَتَعْظِيمًا لَهُ . فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ " ، أَيْ : يُظْهِرُ لَكَ مَا كَانَ يُجِنُّهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ لَكَ ، وَالشَّوْقِ إِلَيْكَ ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِ تُعْلِمُهُ قَبُولَكَ لَهُ ، وَرِضَاكَ بِهِ ، وَعِظَمَ مَوْقِعِ مَا قَاسَى فِيكَ ، وَكَتَمَهُ مِنَ الشَّوْقِ إِلَيْكَ ، وَالْمَحَبَّةِ لَكَ فِي خَفَاءٍ ، وَسِتْرٍ عَنِ الأَغْيَارِ غَيْرَةً عَلَى الْحَالِ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ سورة السجدة آية 17 وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا أُخْفِيَ لَهُمْ عَنِ الأَغْيَارِ النَّاظِرَةِ وَالأَشْخَاصِ الشَّاهِدَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
شَيْخٌ

حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ثقة

أَبِيهِ

ثقة

إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ

ثقة حجة

أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْفَضْلِ

مجهول الحال

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.