ما سلمناهن منذ حاربناهن فمن ترك منهن خيفة فليس منا وامر بقتل الكلاب


تفسير

رقم الحديث : 158

قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح خَالِدٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي يَزِيدَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَدًا ، وَلا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : الشُّحُّ أَشَدُّ الْبُخْلِ ، فَإِنَّ الْبُخْلَ أَكْثَرُ مَا يُقَالُ إِنَّمَا يُقَالُ فِي الْبَعْقَةِ وَإِمْسَاكِهَا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة آل عمران آية 180 ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ سورة محمد آية 38 ، وَقَالَ فِي الشُّحِّ : أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا سورة الأحزاب آية 19 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة الحشر آية 9 ، فَالشُّحُّ تُنْبِئُ عَنِ الْكَزَازَةِ وَالامْتِنَاعِ وَالتَّأَنِّي وَقِلَّةِ الْمُوَانَاةِ ، فَهُوَ يَكُونُ فِي الْمَالِ خَاصَةً ، وَفِي جَمِيعِ مَنَافِعِ الْبَدَنِ عَامَّةً ، فَالإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ ، وَمِنَ التَّصْدِيقِ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا تَكَفَّلَ بِهِ مِنَ الأَرْزَاقِ ، وَفِيمَا وَعَدَ مِنَ الْخَلَفِ عَلَى الإِنْفَاقِ ، وَالثَّوَابِ فِي الْعُقْبَى . وَالْبُخْلُ يَكُونُ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى ، لأَنَّهُ يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ لا يَخْلُفَ ، وَلَمْ يُمْكِنْ تَحْقِيقُ الثَّوَابُ مِنْ قِبَلِهِ ، فَالْبُخْلُ بِالْمَالِ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ ، وَسُوءُ الظَّنِّ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ وَالامْتِنَاعَ وَقِلَّةَ الْمُوَانَاةِ ، وَالتَّأَنِّي قَدْ يَكُونُ فِيمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَأَوَامِرِ اللَّهِ وَفُرُوضِهِ وَأَقْضِيَتِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَفِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِ اللَّهِ فِي تَرْكِ الْمُعَاوَنَةِ لَهُمْ ، وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ ، وَالنُّصْحِ لَهُمْ ، فَالامْتِنَاعُ وَالتَّأَنِّي عِنْدَ الأَوَامِرِ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ بِقَبُولِهَا وَصُعُوبَةِ الانْتِقَاءِ ، وَقِلَّةُ الْمُوَانَاةِ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ بِالْقَدَرِ ، فَمَنْ صَدَّقَ بِالْقَدَرِ انْقَادَ لِلأَحْكَامِ ، وَمَنْ كَانَ مُمْتَنِعًا قَلِيلَ الْمُعَاوَنَةِ تَارِكًا النُّصْحِ لِلْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ مُشْفِقٍ عليهم فَكَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُونَ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لا تُؤْمِنُونَ حَتَّى تَحَابُّوا " ، فَالشُّحُّ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهِ يُخَالِفُ الإِيمَانَ وَحَقِيقَتَهُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا " ، وَالْمَعْنَى فِي الإِيمَانِ حَقِيقَةُ الإِيمَانِ الَّذِي هُوَ حَقُّهُ وَمُوجِبُهُ كَمَا أَخْبَرَ حَارِثَةُ عَنْ نَفْسِهِ مِنْ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ ، وَتَمَكُّنِ التَّصْدِيقِ فِي إِيمَانِهِ ، وَصَدَّقَ بِإِيقَانِهِ سَهُلَ عَلَيْهِ تَرْكُ الدُّنْيَا وَالْعُزُوفُ عَنْهَا ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ سورة الزمر آية 22 ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا دَخَلَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ انْشَرَحَ وَانْفَتَحَ " قِيلَ : فَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَالإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ " ، فَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ نَوَّرَ الإِيمَانُ قَلْبَهُ ، وَشَرَحَ اللَّهُ لِلإِسْلامِ صَدْرَهُ سَهُلَ عَلَيْهِ الإِعْرَاضُ عَنِ الدُّنْيَا ، فَمَنْ عَكَفَ عَلَيْهَا ، وَبَخِلَ بِهَا ، وَسَكَنَ إِلَيْهَا ، وَشَحَّ عَلَيْهَا لَمْ يُخَامِرْ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ قَلْبُهُ شُهُودًا ، وَإِنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يَتَطَوَّعْ عَلَى تَكْذِيبِهِ عَقْدًا ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفُ الإِيمَانِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَذَاكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ " ، فَوَصَفَ الإِيمَانَ بِالضَّعْفِ ، وَلَمْ يَنْفِهِ كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ " أَيْ : لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَقُوَّةُ الإِيمَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

الْقَعْقَاعِ

مجهول

صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي يَزِيدَ

مقبول

سُهَيْلٍ

ثقة

خَالِدٌ

ثقة ثبت

يَحْيَى

ضعيف الحديث

يَحْيَى

مجهول الحال

حَاتِمٌ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.