ما سلمناهن منذ حاربناهن فمن ترك منهن خيفة فليس منا وامر بقتل الكلاب


تفسير

رقم الحديث : 166

وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ . ح يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ . ح أَبُو هَارُونَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ . ح مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ الْحَارِثِ ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي عَفْرَاءَ ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُضْحِكُ الرَّبّ عَنْ عَبْدِهِ ؟ قَالَ : " غَمْسَةُ يَدِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَاسِرًا " ، قَالَ : فَنَزَعَ دِرْعًا كَانَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَتَلَ بَشَرًا كَثِيرًا ، ثُمَّ قُتِلَ " فَإِذَا وَرَدَتِ الأَخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِهَذِهِ الصِّفَةِ ، وَجَبَ عَلَيْنَا الإِيمَانُ بِهِ ، وَالتَّسْلِيمُ لَهُ ، وَنَفْيُ أَوْصَافِ الْحَدَثِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالتَّشْبِيهِ لَهُ بِخَلْقِهِ ، وَوَجَبَ حَمْلُ مَعْنَى هَذِهِ الصِّفَةِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ ، فَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ مَعْنَاهُ عَلَى الرِّضَا عَنْ عَبْدِهِ ، وَاخْتِصَاصِهِ لَهُ ، لأَنَّ الضَّحِكَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ السُّرُورِ ، وَمَنْ سَرَّهُ شَيْءٌ رَضِيَ بِهِ ، وَاخْتَصَّهُ لِنَفْسِهِ ، وَأَثَرُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ : مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ عَنْ عَبْدِهِ ؟ أَيْ : يُرْضِيهِ مِنْهُ ، فَيَجْعَلُهُ أَثَرًا عِنْدَهُ ، فَدَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا يَرْضَى بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَفْعَالِ عِبَادِهِ ، وَيَجْعَلُهُمْ مِنْ خَصَائِصِهِ ، وَالْمُؤْثِرِينَ لَهُ ، وَهُوَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقِتَالٌ فِي أَعْدَائِهِ مُعْرِضًا عَنْ نَفْسِهِ مُسْتَحْفِيًا بِهَا ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " حَاسِرًا " ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران آية 169 ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ عِنْدَهُ ، وَأَنَّهُ اخْتَصَّهُمْ بِمَا لَمْ يَخْتَصَّ بِهِ غَيْرَهُمْ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ سورة القمر آية 55 ، وَكَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا سورة الكهف آية 65 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى سورة ص آية 25 ، كُلُّ هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى الاخْتِصَاصِ ، وَالإِيثَارِ ، فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ : " يَضْحَكُ إِلَيْكَ " ، أَيْ : يُسَرُّ بِقُدُومِهِ عَلَيْكَ ، وَيُحِبُّ لِقَاءَكَ ، وَيَرْضَى ثَوَابَكَ " وَتَضْحَكُ إِلَيْهِ " ، تَرْضَى عَنْهُ ، وَتَلْقَاهُ بِالْقَبُولِ ، وَتُحِبُّ لِقَاءَهُ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الضَّحِكِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى التَّجَلِّي لِعَبْدِهِ ، وَكَشْفُ الْحُجُبِ عَنْهُ ، فَيَرَاهُ عَيَانًا ، كَمَا وَرَدَتِ الأَخْبَارُ بِهِ ، وَكَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ سورة القيامة آية 22 ، فَيَكُونُ مَعْنَى الضَّحِكِ إِلَيْهِ التَّجَلِّي لَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الضَّحِكَ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الظُّهُورِ ، فَيُقَالُ : ضَحِكَ الْفَجْرُ إِذَا ظَهَرَ ، وَضَحِكَ السَّحَابُ إِذَا انْكَشَفَ ، فَأَبْدَى عَنِ السَّمَاءِ ، وَضَحِكَ الشَّيْبُ بِرَأْسِهِ ، أَيْ : ظَهَرَ وَبَدَا ، قَالَ دِعْبِلُ بْنُ عَلِيٍّ : لا تَعْجَبِي يَا سَلمَ مِنْ رَجُلٍ ضَحِكَ الْمَشِيبُ بِرَأْسِهِ ، فَبَكَى فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ : " يَضْحَكُ " ، أَيْ : يَقْدَمُ عَلَيْكَ فَرَحًا بِلِقَائِكَ مَسْرُورًا بِقُدُومِهِ عَلَيْكَ ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِ ، أَيْ : تَتَجَلَّى لَهُ ، وَتَكْشِفُ الْحُجُبَ عَنْهُ ، فَيَرَاكَ ، وَيَنْظُرُ إِلَيْكَ ، كَمَا قَالَ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حِزَامٍ ، حَيْثُ قَالَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : " مَا كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَدًا إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَنَّهُ أَحْيَا أَبَاكَ ، فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الضَّحِكِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِدْرَارَ الرَّحْمَةِ عَلَى عَبْدِهِ ، كَمَا تَدُرُّ السَّمَاءُ الْمَطَرَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ، فَقَدْ يُقَالُ : ضَحِكَ السَّحَابُ إِذَا صب ماؤه ، وأمطر لأن الماء في السحاب كامن فإذا صبه وبدا ، وَقَدْ يُقَالُ : ضَحِكَ وَبَكَى إِذَا أُمْطِرَ ، قَالَ الشَّاعِرُ : سَحَابَةُ صَادِقَةُ الأَنْوَاءِ عَقِبٌ بَيْنَ الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَوْفَ بْنَ الْحَارِثِ

صحابي

سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ

ثقة

بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ

ثقة

مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ

صدوق حسن الحديث

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

رأس المتقنين وكبير المتثبتين

حَبِيبٌ

متهم بالكذب والوضع

أَبُو هَارُونَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ

متهم بالوضع

يُوسُفُ بْنُ مُوسَى

مجهول الحال

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.