قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح خَالِدٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي يَزِيدَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَدًا ، وَلا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : الشُّحُّ أَشَدُّ الْبُخْلِ ، فَإِنَّ الْبُخْلَ أَكْثَرُ مَا يُقَالُ إِنَّمَا يُقَالُ فِي الْبَعْقَةِ وَإِمْسَاكِهَا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة آل عمران آية 180 ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ سورة محمد آية 38 ، وَقَالَ فِي الشُّحِّ : أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا سورة الأحزاب آية 19 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة الحشر آية 9 ، فَالشُّحُّ تُنْبِئُ عَنِ الْكَزَازَةِ وَالامْتِنَاعِ وَالتَّأَنِّي وَقِلَّةِ الْمُوَانَاةِ ، فَهُوَ يَكُونُ فِي الْمَالِ خَاصَةً ، وَفِي جَمِيعِ مَنَافِعِ الْبَدَنِ عَامَّةً ، فَالإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ ، وَمِنَ التَّصْدِيقِ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا تَكَفَّلَ بِهِ مِنَ الأَرْزَاقِ ، وَفِيمَا وَعَدَ مِنَ الْخَلَفِ عَلَى الإِنْفَاقِ ، وَالثَّوَابِ فِي الْعُقْبَى . وَالْبُخْلُ يَكُونُ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى ، لأَنَّهُ يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ لا يَخْلُفَ ، وَلَمْ يُمْكِنْ تَحْقِيقُ الثَّوَابُ مِنْ قِبَلِهِ ، فَالْبُخْلُ بِالْمَالِ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ ، وَسُوءُ الظَّنِّ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ وَالامْتِنَاعَ وَقِلَّةَ الْمُوَانَاةِ ، وَالتَّأَنِّي قَدْ يَكُونُ فِيمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَأَوَامِرِ اللَّهِ وَفُرُوضِهِ وَأَقْضِيَتِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَفِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِ اللَّهِ فِي تَرْكِ الْمُعَاوَنَةِ لَهُمْ ، وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ ، وَالنُّصْحِ لَهُمْ ، فَالامْتِنَاعُ وَالتَّأَنِّي عِنْدَ الأَوَامِرِ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ بِقَبُولِهَا وَصُعُوبَةِ الانْتِقَاءِ ، وَقِلَّةُ الْمُوَانَاةِ يُوهِنُ التَّصْدِيقَ بِالْقَدَرِ ، فَمَنْ صَدَّقَ بِالْقَدَرِ انْقَادَ لِلأَحْكَامِ ، وَمَنْ كَانَ مُمْتَنِعًا قَلِيلَ الْمُعَاوَنَةِ تَارِكًا النُّصْحِ لِلْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ مُشْفِقٍ عليهم فَكَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُونَ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لا تُؤْمِنُونَ حَتَّى تَحَابُّوا " ، فَالشُّحُّ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهِ يُخَالِفُ الإِيمَانَ وَحَقِيقَتَهُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا " ، وَالْمَعْنَى فِي الإِيمَانِ حَقِيقَةُ الإِيمَانِ الَّذِي هُوَ حَقُّهُ وَمُوجِبُهُ كَمَا أَخْبَرَ حَارِثَةُ عَنْ نَفْسِهِ مِنْ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ ، وَتَمَكُّنِ التَّصْدِيقِ فِي إِيمَانِهِ ، وَصَدَّقَ بِإِيقَانِهِ سَهُلَ عَلَيْهِ تَرْكُ الدُّنْيَا وَالْعُزُوفُ عَنْهَا ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ سورة الزمر آية 22 ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا دَخَلَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ انْشَرَحَ وَانْفَتَحَ " قِيلَ : فَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَالإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ " ، فَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ نَوَّرَ الإِيمَانُ قَلْبَهُ ، وَشَرَحَ اللَّهُ لِلإِسْلامِ صَدْرَهُ سَهُلَ عَلَيْهِ الإِعْرَاضُ عَنِ الدُّنْيَا ، فَمَنْ عَكَفَ عَلَيْهَا ، وَبَخِلَ بِهَا ، وَسَكَنَ إِلَيْهَا ، وَشَحَّ عَلَيْهَا لَمْ يُخَامِرْ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ قَلْبُهُ شُهُودًا ، وَإِنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يَتَطَوَّعْ عَلَى تَكْذِيبِهِ عَقْدًا ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفُ الإِيمَانِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَذَاكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ " ، فَوَصَفَ الإِيمَانَ بِالضَّعْفِ ، وَلَمْ يَنْفِهِ كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ " أَيْ : لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَقُوَّةُ الإِيمَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
الْقَعْقَاعِ | القعقاع بن اللجلاج الغطفاني | مجهول |
صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي يَزِيدَ | صفوان بن يزيد الحجازي | مقبول |
سُهَيْلٍ | سهيل بن أبي صالح السمان | ثقة |
خَالِدٌ | خالد بن عبد الله الطحان | ثقة ثبت |
يَحْيَى | يحيى بن عبد الحميد الحماني / توفي في :228 | ضعيف الحديث |
يَحْيَى | يحيى بن إسماعيل | مجهول الحال |
حَاتِمٌ | حاتم بن عقيل المراري | مجهول الحال |