فيستقبلني الجبار فاخر له ساجدا فيقول يا محمد قل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فاقول يا رب...


تفسير

رقم الحديث : 179

كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ خَرَجَ فِي سَفَرٍ ، فَإِذَا الْجَمَاعَةُ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : أَسَدٌ قَطَعَ الطَّرِيقَ عَلَى النَّاسِ ، فَنَزَلَ ابْنُ عُمَرَ فَمَشَى حَتَّى أَخَذَ بِأُذُنِهِ ، ثُمَّ نَفَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : مَا كَذَبَ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَخَفْ غَيْرَ اللَّهِ مَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَيْرَهُ ، وَإِنَّمَا وُكِلَ ابْنُ آدَمَ لَمَّا رَجَا ابْنَ آدَمَ ، وَلَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَرْجُ غَيْرَ اللَّهِ لَمْ يَكِلْهُ اللَّهُ إِلَى غَيْرِهِ " حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَارِثِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَلْخِيُّ . ح عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ . ح بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُزَيْمٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي وَهْبٍ الْقُرَيْشِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ خَرَجَ فِي سَفَرٍ ، الْحَدِيثَ فَدَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّهُ لَمَّا أَمِنَ الأَسَدَ ثِقَةً بِاللَّهِ ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ أَمِنَهُ الأَسَدُ فَلَمْ يَهْرَبْ مِنْهُ ، وَسَهُلَ إِنْكَارُهُ غَيْبَةً عَنْهَا لِخَوْفِ اللَّهِ تَعَالَى ، غَابَتِ الأَشْيَاءُ عَنْهُ . وَسُئِلَ بَعْضُ الْكِبَارِ مَنِ الْخَائِفُ ؟ فَقَالَ : الَّذِي تَخَافُهُ الْمَخْلُوقَاتُ ، وَهُوَ الَّذِي غَلَبَ عَلَيْهِ خَوْفُ اللَّهِ ، فَصَارَ خَوْفًا كُلَّهُ ، فَيَخَافُهُ كُلُّ شَيْءٍ ، كَمَا رُوِيَ فِي الْحديث " إِنَّ النَّارَ تَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : جُزْ يَا مُؤْمِنُ ، فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي " . أَنْشَدَ بَعْضُ الْكِبَارِ : يَحْتَرِقُ بِالنَّارِ مَنْ يُحِسُّ بِهَا فَمَنْ هُوَ النَّارُ كَيْفَ يَحْتَرِقُ فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِصِفَةِ مَنْ يَخَافُهُ الْمَخْلُوقَاتُ لِغَلَبَةِ خَوْفِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِصِفَةِ مَنْ أَمِنَتْهُ الْمَخَاوِفُ غَيْبَةً عَنْهَا بِشُهُودِ مَوْلاهُ . فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَحَوَّاءَ : فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ سورة الأعراف آية 20 وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى سورة طه آية 120 ، فَقَدْ نَالَ الشَّيْطَانُ مِنْ آدَمَ بِوَسْوَسَتِهِ لَهُ ، فَأَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قِيلَ : إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى وَسْوَسَةِ إِبْلِيسَ ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ بِوَسْوَسَتِهِ إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا أَكَلَ مِنْهَا لأَنَّهُ نُهِيَ عَنْ عَيْنِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ لا عَنْ جِنْسِهَا ، فَأَكَلَ مِنْ غَيْرِ تِلْكَ الْعَيْنِ ، فَأَخْطَأَ فِي تَأْوِيلِهِ ، وَأُخْرِجَ إِلَى الأَرْضِ ، لأَنَّهُ خُلِقَ خَلِيفَةً لَهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة آية 30 ، وَلَكِنْ لَمَّا وَافَقَ أَكْلُهُ تَزْيِينَ إِبْلِيسَ لَهُ ، وَوَسْوَسَتَهُ إِيَّاهُ نُسِبَ إِخْرَاجُهُمَا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ سورة البقرة آية 36 وَلَمْ يَقْصِدْ إِبْلِيسُ إِخْرَاجَهُ مِنْهَا ، وَإِنَّمَا قَصَدَ إِسْقَاطَهُ مِنْ رُتْبَتِهِ ، وَإِبْعَادَهُ كَمَا بَعُدَ هُوَ ، فَلَمْ يَبْلُغْ مَقْصَدَهُ ، وَلا أَدْرَكَ مُرَادَهُ ، بَلِ ازْدَادَ سُخْنَةَ عَيْنٍ ، وَغَيْظَ نَفْسٍ ، وَخَيْبَةَ ظَنٍّ ، قَالَ اللَّهُ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى فَصَارَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيفَةً لِلَّهِ فِي أَرْضِهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ جَارًا لَهُ فِي دَارِهِ ، فَكَمْ بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالْجَارِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

صحابي

ابْنُ أَبِي وَهْبٍ الْقُرَيْشِيُّ

أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

ابْنُ حُزَيْمٍ

مجهول

بَقِيَّةُ

صدوق كثير التدليس عن الضعفاء

عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَلْخِيُّ

مجهول

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَارِثِيُّ

متهم بالوضع

Whoops, looks like something went wrong.