من القى جلباب الحياء فلا غيبة له


تفسير

رقم الحديث : 189

قَالَ . ح بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ ، قَالَ . ح أَبُو قِلابَةَ وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ، قَالَ . ح أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ . ح سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ زِيَادٍ ، عَنْ مَعْقِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : مَعْنَى التَّوْبَةِ : الرُّجُوعُ ، وَكَذَلِكَ الأَوْبَةُ وَالإِنَابَةُ ، فَتَابَ وَآبَ ، وَأَنَابَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَهُوَ الرُّجُوعُ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " آيِبُونَ تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ سورة الزمر آية 54 وَقَالَ تَعَالَى وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ سورة النور آية 31 ، غَيْرَ أَنْ تَحْتَ كُلِّ لَفْظَةٍ خَاصِّيَةً وَزِيَادَةَ فَائِدَةٍ ، فَأَكْثَرُ مَا جَاءَ ذِكْرُ التَّوْبَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنَّمَا جَاءَتْ فِي الرُّجُوعِ عَنِ الْمَعَاصِي ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ سورة التوبة آية 5 ، أَيْ : رَجَعُوا مِنَ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيدِ ، وَمِنَ الْكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ سورة الفرقان آية 68 إِلَى قَوْلِهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، إِلَى قَوْلِهِ إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ ، وَمِثْلُهَا كَثِيرٌ . وَالأَوْبَةُ فَأَكْثَرُ مَا جَاءَ فِي حَالِ الطَّاعَةِ وَالْفِعْلِ الْمَرْضِيِّ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ سورة ص آية 44 ، وَقَالَ : إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا سورة الإسراء آية 25 وَالإِنَابَةُ رُجُوعُ الْقَلْبِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ سورة ق آية 33 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ سورة الزمر آية 54 ، مَجَازِيّ ارْجِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ بِبَوَاطِنِكُمْ وَنِيَّاتِكُمْ وَاسْتَسْلِمُوا لأَحْكَامِهِ وَأَوَامِرِهِ بِظَوَاهِرِكُمْ وَأَفْعَالِكِمْ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ سورة ص آية 17 ، وَقَالَ تَعَالَى : فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ سورة ص آية 24 اسْتَغْفَرَ بِلِسَانِهِ وَخَضَعَ بِأَرْكَانِهِ ، وَأَنَابَ بِجَنَانِهِ ، فَالرَّاجِعُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَوْصَافِهِ الذَّمِيمَةِ ، وَأَفْعَالِهِ الْمُشِينَةِ تَوَّابٌ ، وَالرَّاجِعُ إِلَى اللَّهِ فِي أَوْصَافِهِ الْحَمِيدَةِ ، وَأَفْعَالِهِ الْمَرْضِيَّةِ أَوَّابٌ ، وَالرَّاجِعُ بِقَلْبِهِ فِي الأَحْوَالِ كُلِّهَا إِلَى رَبِّهِ مُنِيبٌ ، هِجِّيرَى التَّوَّابِ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، وَهِجِّيرَى الأَوَّابِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَهِجِّيرَى الْمُنِيبِ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَالتَّوْبَةُ هِيَ الرُّجُوعُ عَنْ حَالِ الْمَعْصِيَةِ إِلَى حَالِ الطَّاعَةِ ، وَمِنَ الْمُخَالَفَةِ إِلَى الْمُوَافَقَةِ ، وَالْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَاتُ فِيهَا مَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمِنْهَا مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى تَضْيِيعُ أَوَامِرِهِ وَارْتِكَابُ مَنَاهِيهِ ، وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى فَأَخْذُ أَمْوَالِهِمْ ، وَخَرْقُ أَعْرَاضِهِمْ وَالنَّدَمُ : هُوَ التَّلَهُّفُ عَلَى مَا فَعَلَ ، وَتَمَنِّي أَنْ يَكُونَ تَرَكَهُ ، وَالْحَسْرَةُ عَلَى مَا تَرَكَ وَتَمَنِّي أَنْ يَكُونَ فَعَلَهُ ، فَمَنْ عَصَى فِي ارْتِكَابِ مَا نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَشَتَمَ أَعْرَاضَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَتَنَاوَلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَارِكًا لِمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ، نَادِمًا عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ إِلا الاسْتِغْفَارُ ، فِيمَا ارْتَكَبَ مِنْ نَهْيِ رَبِّهِ ، وَالاسْتِغْفَارُ لإِخْوَانِهِ فِيمَا اسْتَحَلَّ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

مَعْقِلٍ

ثقة

زِيَادٍ

ثقة

عَبْدِ الْكَرِيمِ

ثقة متقن

سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

أَبُو عَاصِمٍ

ثقة ثبت

أَبُو قِلابَةَ وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،

صدوق حسن الحديث

بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.