حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ رَوَّادٍ التَّاجِرُ ، قَالَ . ح عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ . ح الْمُقْرِيُّ ، عَنْ حَيْوَةَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَامَانَ الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَخْبَرَ النَّبِيُّ عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ ، كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّا لا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ ، بِقَوْلِهِ : وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ سورة الأنعام آية 28 ، بِقَوْلِهِمْ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ سورة المؤمنون آية 107 ، فَفِيهِ إِنَابَةُ كَذِبِهِمْ وَعُتُوِّهِمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ كُفْرَهُمْ وَتَرْكَهُمُ الإِيمَانَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ كَانَ عِنَادًا ، وَجُحُودًا عَلَى بَصِيرَةٍ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ ، وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهَوَى لا لِشُبْهَةٍ عَرَضَتْ . فَكَذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " فِيهِ إِنَابَةٌ عَلَى الْفَضْلِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَالأَوْصَافِ الَّتِي تَكُونُ فِي الأَنْبِيَاءِ ، وَالنُّعُوتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمُرْسَلِينَ . فَأَخْبَرَ أَنَّ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَوْصَافًا مِنْ أَوْصَافِ الأَنْبِيَاءِ ، وَخِصَالا مِنَ الْخِصَالِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمُرْسَلِينَ ، مُقَرَّبٌ حَالُهُ مِنْ حَالِ الأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ كَمَا وَصَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَكْبًا أَتَوْهُ فَقَالَ : " حُكَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْبِيَاءَ " . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَعْنًى آخَرُ ، وَهُوَ إِخْبَارٌ أَنَّ النُّبُوَّةَ لَيْسَتْ بِاسْتِحْقَاقٍ وَلا بِعِلَّةٍ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ يَسْتَحِقُّ بِهَا النُّبُوَّةَ وَيَسْتَوْجِبُ الرِّسَالَةَ ، بَلْ هُوَ اخْتِيَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاصْطِفَاءٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ سورة آل عمران آية 179 ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ سورة الحج آية 75 ، وَقَالَ الله تَعَالَى : لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ { 31 } أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ سورة الزخرف آية 31-32 . فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَشَارَ إِلَى أَوْصَافِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، وَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، جَمَعَ مِنْهَا كَثِيرًا ، لَوْ كَانَتِ الأَوْصَافُ مُوجِبَةً لِلرُّسُلِ لَكَانَ عُمَرُ بَعْدِي رَسُولا . وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ خَاصَّةَ الأَوْصَافِ الَّتِي كَانَتْ فِي عُمَرَ الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ ، قُوَّتُهُ فِي دِينِهِ وَبَدَنِهِ ، وَسِتْرُهُ ، وَقِيَامُهُ بِإِظْهَارِ دِينِ اللَّهِ وَإِعْرَاضِهِ عَنِ الدُّنْيَا ، وَأَنَّهُ كَانَ سَبَبًا لِظُهُورِ الْحَقِّ وَإِعْزَازِ الدِّينِ ، وَفُرْقَانِ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْفَارُوقَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ | عقبة بن عامر الجهني / توفي في :58 | صحابي |
مِشْرَحِ بْنِ هَامَانَ الْمَعَافِرِيِّ | مشرح بن هاعان المعافري / توفي في :120 | صدوق حسن الحديث |
بُكَيْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ | بكر بن عمرو المعافري | صدوق حسن الحديث |
حَيْوَةَ | حيوة بن شريح التجيبي | ثقة ثبت |
الْمُقْرِيُّ | عبد الله بن يزيد العدوي / ولد في :113 / توفي في :213 | ثقة |
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ | عبد الصمد بن الفضل البلخي / توفي في :283 | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ رَوَّادٍ | بكير بن مسعود بن مروان | مجهول الحال |