اللهم اني احبهما فاحبهما


تفسير

رقم الحديث : 234

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " كَانَ إِسْلامُ عُمَرَ فَتْحًا ، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً ، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نُصْرَةً ، وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ ظَاهِرِينَ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا أَسْلَمَ قَاتَلَهُمْ حَتَّى صَلَّيْنَا " ، حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّشَادِيُّ ، قَالَ . ح عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ . ح أَبِي ، قَالَ . ح وَكِيعٌ ، عَنْ مَسْعُودٍ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَذَكَرَهُ . فَالْخَوَاصُّ الَّتِي تَظْهَرُ لِلْخَلْقِ مِنْ أَوْصَافِ الأَنْبِيَاءِ ، الصِّدْقُ لِلَّهِ ، وَالثَّقَةُ بِاللَّهِ ، وَالإِعْرَاضُ عَمَّا دُونَ اللَّهِ ، وَذَلِكَ فِي صِدْقِ الْقَوْلِ ، وَشَجَاعَةِ الْقَلْبِ ، وَسَخَاوَةِ النَّفْسِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ لِي بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ كَذَا نَعَمًا لَقَسَمْتُهَا بَيْنَكُمْ ، لا تَجِدُونِي جَبَانًا وَلا كَذُوبًا وَلا بَخِيلا " ، هَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْخِصَالَ مِنْ أَخَصِّ الأَوْصَافِ الَّتِي تَظْهَرُ لِلنَّاسِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ لا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ إِلا هُوَ وَحْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ . ثُمَّ وُجِدَتْ أَكْثَرُ هَذِهِ الأَوْصَافِ فِي أَبِي بَكْرٍ ، وَفِي عَلِيٍّ أَكْثَرَ مِمَّا وُجِدَتْ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : " وَاللَّهِ لَوْ خَشِيتُ أَنْ تَأْكُلَنِي السِّبَاعُ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ يَعْنِي الْمَدِينَةَ لأَنْفَذْتُ جَيْشَ أُسَامَةَ " وَبِهِ بَانَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِقِتَالِهِ أَهْلَ الرِّدَّةِ ، وَبَذْلِ جَمِيعِ مَالِهِ ، حَتَّى قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا خَلَّفْتَ لِعِيَالِكَ ؟ " قَالَ : اللَّهَ وَرَسُولَهُ . وَالصِّدْقُ مِنْ أَخَصِّ أَوْصَافِهِ وَسَائِرِ خِصَالِهِ الَّتِي لا خَفَاءَ بِهِ ، ثُمَّ لَمْ يُخْبِرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ لَوْ كَانَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ لَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عَلِيٌّ ، وَلَكِنْ قَالَ ذَلِكَ لِعُمَرَ ، لِيَعْلَمَ أَنَّ النُّبُوَّةَ بِالْمَشِيئَةِ وَالاصْطِفَاءِ لا بِالأَسْبَابِ . وَقَوْلُهُ : " لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ " لا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، وَلَوْ كَانَ نَبِيًّا كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا جَازَ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ اللَّهِ

صحابي

الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ

ثقة حجة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.