ح أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَرَوِيِّ ، قَالَ . ح أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ بْنِ عُرْيَانَ ، قَالَ . ح يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ . ح حَمَّادٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ سورة الأنعام آية 65 ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ " قَالَ : فَنَزَلَتْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ سورة الأنعام آية 65 ، فَقَالَ : " هَذَا أَهْوَنُ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا سورة الأنعام آية 65 ، قِيلَ مَعْنَاهُ : فَجَعَلَكُمْ مُخْتَلِفِينَ مُتَفَرِّقِينَ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الاخْتِلافُ وَالْفُرْقَةُ الَّذِي تَوَعَّدَ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ أَنْ يُلْقِيَهُ فِيهَا وَبَيْنَهَا فِي الْمُنَازَعَاتِ وَمُطَالَبَةِ حُظُوظِ الأَنْفُسِ مِنَ الْوَلايَةِ وَالْخِلافَةِ وَأَسْبَابِ الدُّنْيَا ، فَيَكُونُ الْفُرْقَةُ بَيْنَهُمْ فِرْقَةَ الأَبْدَانِ أَوْ إِتْلافَ الأَنْفُسِ فِي مُنَازَعَةِ الدُّنْيَا ، وَمُجَاذَبَةِ الْمُلْكِ فِيهَا ، وَطَلَبَ الرِّفْعَةِ وَالْعُلُوِّ فِيهَا ، وَجَمْعِ حُطَامِهَا وَالاسْتِيلاءِ عَلَى الأَمْرِ فِيهَا دُونَ الْفُرْقَةِ وَالاخْتِلافِ فِي الدِّينِ ، وَالتَّبَايُنِ فِي الأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ وَالآرَاءِ الْمُغْوِيَةِ الَّتِي تَخْرُجُ إِلَى نَفْيِ ذَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَعْطِيلِ صِفَاتِهِ الَّذِي يَرْجِعُ أَكْثَرُهَا إِلَى الْخُرُوجِ عَنِ الْمِلَّةِ . فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَكْذَبِ النَّاسِ ، وَأَجْبَنِ النَّاسِ ، وَأَبْخَلِ النَّاسِ يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَعْطَاهُ وَأَكْثَرَ لَهُ ثُمَّ خَلا بِهِ ، فَقَالَ لَهُ : وَيْحَكَ كَيْفَ قُلْتُ : أَكْذَبَ النَّاسِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَهُوَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ ، وَكَيْفَ قُلْتَ : أَجْبَنِ النَّاسِ وَقَدْ عَلِمَتِ الْعَرَبُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا أَشْجَعُ مِنْهُ ، وَكَيْفَ قُلْتَ : أَبْخَلِ النَّاسِ وَمَا جَمَعَ قَطُّ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ ؟ أَوْ كَلامًا هَذَا مَعْنَاهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَعَلامَ تُقَاتِلُهُ ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : عَلَى أَنْ تَجُورَ طِينَةُ هَذَا الْخَاتَمِ فِي الأَرْضِ . فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّ قِتَالَهُ إِيَّاهُ وَاخْتِلافَهُ عَلَيْهِ وَمُفَارَقَتَهُ إِيَّاهُ لَمْ يَكُنْ لِلدِّينِ وَإِنَّمَا كَانَ لِلدُّنْيَا ، فَافْتَرَقُوا لِلدُّنْيَا ، وَاجْتَمَعُوا فِي الدِّينِ ، فَكُلُّ مَنْ مَلَكَ نَصَرَ الدِّينَ وَأَهْلَهُ ، وَقَمَعَ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ ، فَتَحُوا الأَمْصَارَ ، وَأَسْلَمُوا الْكُفَّارَ ، وَقَمَعُوا الْفُجَّارَ ، وَدَعُوا إِلَى كَلِمَةِ التَّقْوَى ، وَمِنَ الضَّلالَةِ إِلَى الْهُدَى جَمَعَهُمُ الدِّينُ ، وَفَرَّقَتْهُمُ الدُّنْيَا فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ بَأْسَهُمْ ، وَقَتَلَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ، وَأَلْفَاهُمْ عَنْ سَلامَةٍ مِنِ اعْتِقَادِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ ، وَإِقَامَةِ شَهَادَاتِهِمْ ، فَكَانَ بَأْسُهُمُ الَّذِي أُذِيقُوهُ كَفَّارَةً لِمَا اجْتَرَمُوهُ ، وَتَمْحِيصًا فِيمَا اكْتَسَبُوهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ | عمرو بن دينار الجمحي / ولد في :46 / توفي في :126 | ثقة ثبت |
حَمَّادٌ | حماد بن زيد الأزدي | ثقة ثبت فقيه إمام كبير مشهور |
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ | يحيى بن عبد الحميد الحماني / توفي في :228 | ضعيف الحديث |
أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ بْنِ عُرْيَانَ | أحمد بن نجدة الهروي | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَرَوِيِّ | أحمد بن عبد الله المغفلي | ثقة |