راس الحكمة مخافة الله تعالى


تفسير

رقم الحديث : 309

مَا حَدَّثَنَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّشَادِيُّ ، قَالَ . ح أَبُو بَكْرِ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ ، قَالَ . ح نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، قَالَ : " كَانَ لِي أَخٍ يَتَعَاطَى الشَّرَابَ فَمَرِضَ فَبَعَثَ إِلَيَّ لَيْلا أَنِ الْحَقْ بِي فَأَتَيْتُهُ فَرَأَيْتُ أَسْوَدَيْنِ قَدْ دَنَيَا عَنِ ابْنِ أَخِي ، فَقُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ ، هَلَكَ ابْنُ أَخِي ، فَاطَّلَعَ أَبْيَضَانِ مِنَ الْكُوَّةِ الَّتِي فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : انْزِلْ إِلَيْهِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ تَنَحَّى الأَسْوَدَانِ فَجَاءَ فَشَمَّ فَاهُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا ، ثُمَّ شَمَّ رِجْلَيْهِ فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِمَا صَلاةً ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : إِنَّ رَجُلا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ ، وَيْحَكَ عُدْ فَانْظُرْ ، فَعَادَ فَشَمَّ فَاهُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا ، ثُمَّ عَادَ فَشَمَّ بَطْنَهُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا ، ثُمَّ عَادَ فَشَمَّ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِمَا صَلاةً ، قَالَ : وَيْحَكَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ . اصْعَدْ حَتَّى أَنْزِلَ أَنَا فَنَزَلَ الآخَرُ ، فَشَمَّ فَاهُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا ، ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا ، ثُمَّ شَمَّ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَرَى فِيهِمَا صَلاةً ، قَالَ : ثُمَّ عَادَ فَأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَشَمَّهُ ، فَقَالَ : اللَّهُ تَعَالَى أَكْبَرُ أَرَاهُ قَدْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ بِأَنْتَاكِيَّةَ ، قَالَ : ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ ، وَشَمَمْتُ فِي الْبَيْتِ رَائِحَةَ الْمِسْكِ ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ ، قُلْتُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ : هَلْ لَكُمْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، وَحَدَّثْتُهُمْ حَدِيثَ ابْنِ أَخِي ، فَلَمَّا بَلَغْتُ بِذِكْرِ أَنْتَاكِيَّةَ ، قَالُوا : لَيْسَتْ هِيَ بِأَنْتَاكِيَّةَ هِيَ أَنْطَاكِيَّةُ ، قُلْتُ : لا وَاللَّهِ لا أُسَمِّيهَا إِلا كَمَا سَمَّاهَا الْمَلَكُ . فَأَنْجَتْهُ تَكْبِيرَةٌ أَرَادَ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ ، وَهَذِهِ التَّكْبِيرَةُ كَانَتْ سِوَى الشَّهَادَةِ الَّتِي هِيَ شَهَادَةُ الْحَقِّ الَّتِي هِيَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ ، فَدَلَّ أَنَّهُ أُرِيدَ بِالْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ خَيْرٍ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ ، فَشَفَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الإِيمَانِ خَيْرٌ فَهُوَ الَّذِي يَتَفَضَّلُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ فَضْلا وَكَرَمًا ، وَعْدًا مِنْهُ حَقًّا ، وَكَلِمَةً صِدْقًا جَلَّ اللَّهُ الرَّءُوفُ بِعِبَادِهِ الْمُوَفِّي بِوَعْدِهِ ، وَتَعَالَى عُلُوًّا كَبِيرًا ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.