طلب العلم فريضة على كل مسلم


تفسير

رقم الحديث : 264

مَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ النُّعْمَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ الأَشَوِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ التَّمْرِيِّ ، بَصْرِيٍّ ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، وَهُوَ الصَّوَابُ ، قَالَ . ح أَبِي ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ : سَلْ عَنْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، هُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ : أُرِيدُ جَوَابَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا , قَالَ : وَيْحَكَ لَقَدْ كَرِهْتَ رَجُلا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُقِرُّهُ بِالْعِلْمِ عِزًّا ، وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " ، وَلَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْأَلُهُ فَيَأْخُذُ عَنْهُ ، وَكَانَ إِذَا أُشْكِلَ عَلَى عُمَرَ شَيْءٌ فَقَالَ : هَاهُنَا عَلِيٌّ ، قُمْ لا أَقَامَ اللَّهُ رِجْلَيْكَ وَمَحَا اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ . هَذَا إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الأَخْبَارِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُنَازَعَتَهُمُ الْخِلافَةَ وَمُجَاذَبَتَهُمُ الْوَلايَةَ لَمْ تُؤَدِّ بِهِمْ إِلَى التَّبَاغُضِ . فَدَلَّ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَبَاغَضُوا " أَيْ لا تَخْتَلِفُوا فِي النِّحَلِ وَالآرَاءِ ، وَلا تَبَايَنُوا فِي الْمَذَاهِبِ وَالأَهْوَاءِ فَتَبَاغَضُوا لَهَا ، لأَنَّ الْبِدْعَةَ فِي الدِّينِ وَالضَّلالَ عَنِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ يُوجِبُ الْبُغْضَ عَلَيْهِ وَتَرْكَ الْمُوَالاةِ فِيهِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ سورة النساء آية 115 الآيَةَ ، وَقَالَ تَعَالَى : لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ سورة الممتحنة آية 1 . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَنَافَسُوا " أَيْ لا تَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا ، وَلا تَحْرِصُوا عَلَيْهَا ، وَلا تَضِنُّوا بِهَا ، لأَنَّ الْمُنَافَسَةَ إِذَا كَانَتْ فِي الْعِلْمِ بِاللَّهِ ، وَالْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَالْفَهْمِ عَنِ اللَّهِ كَانَتْ وَاجِبَةً مَدْعُوًّا إِلَيْهَا ، وَإِنَّمَا تَكُونُ مَرْفُوضَةً مَدْعُوًّا عَنْهَا إِذَا كَانَتْ فِي الدُّنْيَا . وَقَدْ وَرَدَ الْخَبَرُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " ، وَالْمُنَافَسَةُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا هِيَ الْمُنَافَسَةُ فِي الدُّنْيَا وَحُطُومِهَا ، وَالْمُنَافَسَةُ فِيمَا تُؤَدِّي إِلَى الْحِرْصِ عَلَيْهَا وَالْجَمْعِ لَهَا ، وَالاسْتِكْثَارِ مِنْهَا وَالضَّنِّ بِهَا . فَقَوْلُهُ : " لا تَنَافَسُوا " نَهْيٌ عَنْ هَذِهِ الأَسْبَابِ ، وَزَجْرٌ عَنْ هَذِهِ الأَوْصَافِ . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَدَابَرُوا " أَيْ لا تَخَاذَلُوا ، وَلا تَغْتَابُوا ، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ غَائِلَةً ، بَلْ تَعَاوَنُوا كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى سورة المائدة آية 2 ، وَبِقَوْلِهِ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا سورة الحجرات آية 12 ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا " أَيْ لا تَتَرَافَعُوا وَلا تَتَعَالَوْا فَإِنَّكُمْ كُلُّكُمْ عِبَادُ اللَّهِ . وَقَوْلُهُ : " إِخْوَانًا " يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا فِي التَّدَابُرِ ، لأَنَّ التَّخَاذُلَ هُوَ إِعْرَاضُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ وَهُوَ التَّدَابُرُ ، لأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ إِذَا عَرَضَ عَنْ صَاحِبِهِ كَانَ دُبُرُهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ صِفَةُ الأُخُوَّةِ بَلْ صِفَةُ الأُخُوَّةِ التَّقَابُلُ ، وَأَنْ يَكُونَ وَجْهُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ سورة الحجر آية 47 ، فَوَصَفَ الإِخْوَانَ بِالتَّقَابُلِ وَهُوَ أَنْ لا يُعْرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ ، فَهُوَ أَنْ لا يَأْخُذَهُ وَلا يَجْعَلَهُ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ ، وَلا يُدْبِرَهُ بِسُوءٍ قَوْلا فَيَكُونَ غَيْبَتَهُ ، أَوْ فِعْلا فَيَكُونُ بَغْيًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . مَعْنَى الْخَبَرِ : لا تَبَاغَضُوا أَيْ : لا تَخْتَلِفُوا فِي الآرَاءِ ، وَلا تَبَايَنُوا فِي الْمَذَاهِبِ وَالأَهْوَاءِ فَتَبَاغَضُوا بِهَا ، لأَنَّ الْبِدْعَةَ تُوجِبُ الْبُغْضَ وَتَرْكَ الْمُوَالاةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاوِيَةَ

صحابي

قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ

ثقة

إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ

ثقة ثبت

أَبِي

مجهول الحال

وَهْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ

مجهول الحال

عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ التَّمْرِيِّ

مجهول الحال

وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ الأَشَوِيُّ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ النُّعْمَانِيُّ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.