وَحَدَّثَنَاهُ حَاتِمٌ ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ . ح يَحْيَى ، قَالَ : ح ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قَالُوا : فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي ، إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ، فَتَكَلَّفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : الظُّلُولُ وَالْبَيْتُوتَةُ يُعَبِّرَانِ عَنِ الزَّمَانِ كُلِّهِ وَيُخْبِرَانِ بِالدَّوَامِ ، وَقَدْ أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ عِنْدَ رَبِّهِ جَمِيعَ نَهَارِهِ وَكُلَّ لَيْلِهِ ، فَكَانَ يَقُولُ : " أَنَا عِنْدَ رَبِّي أَبَدًا ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ لا يَسْتَحْسِرُ وَلا يَفْتُرُ " ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ { 19 } يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ سورة الأنبياء آية 19-20 وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِي مَعَ اللَّهِ وَقْتٌ لا يَسَعُنِي فِيهِ غَيْرُهُ " مَعْنَاهُ : وَقْتِي كُلُّهُ مَعَ اللَّهِ ، لأَنَّهُ قَالَ : " إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي وَأَبِيتُ " ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ لَمْ يَكُنْ لِلأَغْيَارِ إِلَيْهِ طَرِيقٌ ، وَلا لِلْخَلْقِ بِمَعْنَى الإِشْرَافِ نَظَرٌ وَتَحْدِيقٌ ، فَإِنَّمَا رَبَطَ الْخَلْقَ بِظَاهِرِهِ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ آدَابَ الشَّرِيعَةِ وَأَوْصَافَ الْعُبُودِيَّةِ بِمَوَافَقَةِ الْجِنْسِ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِلْخَلْقِ الأَخْذُ عَنِ الْوَسَايِطِ الَّذِينَ هُمُ الأَنْبِيَاءُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ سورة الكهف آية 110 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ سورة الفرقان آية 20 . أَخْبَرَ أَنَّ ظَوَاهِرَ الأَنْبِيَاءِ بِأَوْصَافِ الْبَشَرِيَّةِ وَبِنْيَتَهُمْ بِنْيَةُ الْبَشَرِيَّةِ ، تَعْتَرِيهَا حَوَادِثُ نُعُوتِ الإِنْسَانِيَّةِ ، وَيَتَطَرَّقُهَا آفَاتُ الْحَدَثِ ، وَمقَايقهم الَّتِي هِيَ بَوَاطِنُهُمُ مَحْمُولَةٌ بِالاسْتِظْهَارِ وَالرُّبُوبِيَّةِ وَأَوْصَافِ الْحَقِّ ، فَلا يَقْدَحُ فِيهَا عَجْزُ الْبَشَرِيَّةِ ، وَضَعْفُ الإِنْسَانِيَّةِ ، فَهِيَ مَحْمُولَةٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهَا مِنَ الْحَقِّ جَلَّ اسْمُهُ عَنْ طُرُوقِهِ عَلَيْهَا ، وَمَعْصُومَةٌ عَنْ تَأْثِيرِ أَوْصَافِ الْحَدَثِ فِيهَا مِنْ ضِعْفٍ وَجُوعٍ ، وَعَطَشٍ أَوْ فُتُورِ سَهَرٍ أَوْ حَجَبَةٍ ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ : " لا يَنَامُ قَلْبِي وَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ " ، لِنَعْلَمَ أَنَّ حَقِيقَتَهُ قَائِمَةٌ بِأَوْصَافِ الْحَقِّ لِلْحَقِّ ، وَظَاهِرُهُ عَلَى صِفَةِ الْبَشَرِيَّةِ لِلْخَلْقِ ، فَكُلُّ صِفَةٍ ظَهَرَتْ فِي نَبِيِّهِ وَظَاهِرِ نَعْتِهِ جَرَتْ عَلَى إِنْسَانِيَّتِهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَتَخْشَى النَّاسَ سورة الأحزاب آية 37 ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ سورة التوبة آية 43 . وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ " وَرَبْطِهِ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ ، وَسَهْوِهِ فِي صَلاتِهِ ، وَسَائِرُ أَحْوَالِهِ الَّتِي شَبَهَ ذَلِكَ مِنْهُ حَظَّ الأَغْيَارِ مِنْهُ وَنَصِيبَ الْخَلْقِ فِيهِ ، لأَنَّهُ أُقِيمَ مَقَامَ التَّأْدِيبِ فِعْلا وَقَوْلا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى { 3 } إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى سورة النجم آية 3-4 ، وَقَالَ تَعَالَى : وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى سورة الأنفال آية 17 . فَأَضَافَ اللَّهُ تَعَالَى أَفْعَالَهُ وَأَقْوَالَهُ إِلَى نَفْسِهِ ، وَجَعَلَ أَخْلاقَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَافَهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سورة التوبة آية 128 ، وَقَالَ : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ سورة القلم آية 4 ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ يَرْضَى بِرِضَاهُ وَيَسْخَطُ بِسَخَطِهِ " . يُؤَكِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا سورة الأحزاب آية 37 . أَخْبَرَ أَنَّ مَا جَرَى عَلَيْهِ يُصِيبُ الْخَلْقَ ، وَقُدْوَةُ الأُمَّةِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِحُذَيْفَةَ حِينَ شَكَا إِلَيْهِ ذَرَبَ لِسَانِهِ : " أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبِي زُرْعَةَ | أبو زرعة بن عمرو البجلي | ثقة |
عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ | عمارة بن القعقاع الضبي | ثقة |
ابْنُ فُضَيْلٍ | محمد بن الفضيل الضبي / توفي في :195 | صدوق عارف رمي بالتشيع |
يَحْيَى | يحيى بن عبد الحميد الحماني / توفي في :228 | ضعيف الحديث |
يَحْيَى | يحيى بن إسماعيل | مجهول الحال |
حَاتِمٌ | حاتم بن عقيل المراري | مجهول الحال |