من اعجب الخلق ايمانا قالوا الملائكة يا رسول الله قال وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينو...


تفسير

رقم الحديث : 351

وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تُقْتَلُ نَفْسٌ إِلا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا " ، حَدَّثَنَاهُ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ . ح قَبِيصَةُ ، قَالَ . ح سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَإِذَا جَازَ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ سِنِينَ إِثْمُ مَنْ عَمِلَ بَعْدَهُ ، كَذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يُطْرَحَ سَيِّئَاتُ مَنْ عَمِلَهَا عَلَى مَنْ لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَابْنُ آدَمَ إِنَّمَا قَتَلَ نَفْسًا وَاحِدَةً وَيُطْرَحُ عَلَيْهِ آثَامُ كُلِّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَذَلِكَ جَزَاءُ فِعْلِهِ ، كَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ عُقُوبَةَ ابْنِ آدَمَ فِي النَّارِ إِثْمَهُ وَآثَامَ الْقَاتِلِينَ ، لا أَنْ يَكُونَ يُؤَاخَذُ بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، وَيُعَاقَبُ عَلَى مَعْصِيَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا ، كَذَلِكَ الظَّالِمُ جَعَلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ أَنْ يُعَاقَبَ بِآثَامِ مَنْ ظَلَمَهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ عُقُوبَةً لَهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَعَلَى مَا اكْتَسَبَهُ ، لا أَنْ يَكُونَ مُؤَاخَذًا بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، أَوْ مُعَاقَبًا بِمَا لَمْ يَجْنِهِ ، فَحَصَلَ آخِرُ الأَمْرِ أَنْ يُجَازَى الْمَظْلُومُ عَلَى ظُلْمِهِ ثَوَابَ حَسَنَاتِ ظَالِمِهِ ، وَذَلِكَ جَزَاؤُهُ الَّذِي جَازَاهُ اللَّهُ بِهِ ، وَعِوَضُ مَا أُخِذَ مِنْهُ أَوْ جُنِيَ عَلَيْهِ ، وَثَوَابُ صَبْرِهِ عَلَيْهِ مَا أَصَابَهُ ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة الزمر آية 10 ، وَيُعَاقَبُ الظَّالِمُ بِذَهَابِ حَسَنَاتِهِ ، وَعُقُوبَةِ مَا جَنَى الْمَظْلُومُ ، وَذَلِكَ جَزَاءُ ظُلْمِهِ ، وَعُقُوبَةُ مَا جَنَتْهُ يَدُهُ وَلِسَانُهُ ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ ظُلْمٌ وَلا جَوْرٌ ، وَلا الْقَوْلُ بِالإِحْبَاطِ كَمَا يَقُولُ الْمُعْتَزِلَةُ ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَنَّ مَنْ أَتَى كَبِيرَةً وَمَاتَ عَلَيْهَا حَبِطَتْ حَسَنَاتُهُ الَّتِي اكْتَسَبَهَا مُدَّةَ عُمْرِهِ ، وَلَمْ يَنْفَعْهُ إِيمَانُهُ بِاللَّهِ فِي مُدَّةِ سَبْعِينَ سَنَة ، وَلا طَاعَتُهُ الَّتِي اكْتَسَبَهَا ، بَلْ هُوَ فِي النَّارِ خَالِدًا مُخَلَّدًا مَعَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ . وَأَمَّا الَّذِي قُلْنَاهُ فَإِنَّ هَذَا الظَّالِمَ لَمْ تُحْبَطْ أَعْمَالُهُ , بَلْ أُسْقِطَتْ حَسَنَاتُهُ عِنْدَ عُقُوبَاتٍ كَثِيرَةٍ ، أَلا يَرَى أَنَّهُ اقْتَصَّ مِنْهُ فَوَفَّتْ حَسَنَاتُهُ بِجِنَايَاتِهِ ، أَوْ نَقَصَتْ جِنَايَاتُهُ وَزَادَتْ حَسَنَاتُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَإِنَّ زَادَتْ جِنَايَاتُهُ فَإِنَّمَا يُعَاقَبُ فِي النَّارِ بِقَدْرِ مَا زَادَ مِنْ جِنَايَتِهِ فَيَكُونُ عُقُوبَتُهُ أَخَفَّ ، وَمُدَّةُ لُبْثِهِ فِي النَّارِ أَقَلَّ ، وَلَوْلا حَسَنَاتُهُ لَطَالَ لَبْثُهُ فِي النَّارِ ، وَاشْتَدَّتْ عُقُوبَتُهُ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا سورة النساء آية 40 .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ

صحابي

مَسْرُوقٍ

ثقة

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ

ثقة

الأَعْمَشِ

ثقة حافظ

سُفْيَانُ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

قَبِيصَةُ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ

ثقة

خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.