لكل شيء اقبالا وادبارا وان لهذا الدين اقبالا وادبارا وساق حديثا في وصف اخر الزمان الى...


تفسير

رقم الحديث : 296

ح أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ . ح الْحَارِثُ بْنُ أُسَامَةَ ، قَالَ . ح عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، قَالَ . ح هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ غَيْرَ ثَلاثٍ ، قَوْلِهِ : إِنِّي سَقِيمٌ ، وَقَوْلِهِ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ، وَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ نَزَلَ فِي أَرْضِ جَبَّارٍ ، فَأُتِيَ الْجَبَّارُ فَقِيلَ : قَدْ نَزَلَ هَا هُنَا رَجُلٌ مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ مِنْكَ قَالَ : أُخْتِي " ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بُلَيْدٍ الرُّعَيْنِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلا ثَلاثًا . . " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : حَدُّ الْكَذِبِ مَا كَانَ مَخْبَرُهُ بِخِلافِ خَبَرِهِ ، وَقَوْلُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : " إِنِّي سَقِيمٌ " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عِبَارَةً عَنْ حَالِهِ قَبْلَ بَيَانِ مَا ظَهَرَ لَهُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوْكَبِ ، فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهَا مُسْتَدِلا وَالْمُسْتَدِلُّ بَيْنَ أَمْرَيْنِ حَتَّى يَقَعَ اسْتِدْلالُهُ عَلَى مَا اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَيْهِ ، فَكَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ يَتَرَدَّدُ بَيْنَ مَا يَدَّعِيهِ قَوْمُهُ وَبَيْنَ مَا عَرَفَهُ بِفِطْرَتِهِ ، فَكَانَ يَتَبَيَّنُ تَحْقِيقُ مَا عَرَفَهُ بِالْفِطْرَةِ مِنْ جِهَةِ دَلِيلِ الْعَقْلِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَكٍّ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَأَنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَإِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ دَلِيلَ الْمُحَاجَّهِ لِقَوْمِهِ ، وَإِزَالَةَ عَوَارِضِ الشُّكُوكِ الَّتِي تَهْجِسُ فِي الْخَوَاطِرِ ، وَلَمْ يَكُنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ فَعَبَّرَ عَنْ ضَعْفِهِ فِي اسْتِدْلالِهِ بِالسَّقَمِ ، وَقَدْ يُقَالُ لِلْعِلَّةِ إِذَا لَمْ تَطَّرِدْ فِي مَعْلُولاتِهَا هَذِهِ : عَلَيَّ سَقِيمَةٌ ، أَيْ ضَعِيفَةٌ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ، فِي صِفَةِ قَوْمٍ شَكُّوا فِيمَا أَتَاهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ سورة البقرة آية 10 قِيلَ : الشَّكُّ ، وَالشَّكُّ ضَعْفٌ ، فَكَانَ ضَعْفُ هَؤُلاءِ مِنْ جِهَةِ الشَّكِّ ، وَضَعْفُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ طَرِيقِ الْمُحَاجَّةِ ، فَآتَاهُ اللَّهُ دَلائِلَ الْمُحَاجَّةِ بِالْكَوْكَبِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ بِمَا نَصَّ اللَّهُ مِنْ قَوْلِهِ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ سورة الأنعام آية 76 ، وَقَوْلِهِ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ سورة الأنعام آية 77 . فَلَمَّا تَمَّتِ الْحُجَّةُ لَهُ فِي أُفُولِ الشَّمْسِ وَآثَارِ الْحَدَثِ فِيهَا ، وَاسْتَحْكَمَتِ الدَّلالَةُ عَلَى حُدُوثِ مَا دُونَ اللَّهِ ، وَعَلَى قِدَمِ الْبَارِي عَزَّ وَجَلَّ وَتَعَالِيهِ مِنْ أَوْصَافِ الْحُدُوثِ بِقَوْلِهِ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ { 78 } إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ سورة الأنعام آية 78-79 نَادَاهُمْ بِالْخِلافِ لَهُمْ لَمَّا اسْتَحْكَمَتْ لَهُ دَلائِلُ الْعَقْلِ ، وَآلَةُ الْحِجَاجِ ، فَعِنْدَهَا قَالَ : أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ سورة الأنعام آية 80 ، وَقَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ سورة البقرة آية 258 فَحَاجُّوهُ فِي حُجَّتِهِمْ ، فَهَذَا قَوْلُهُ إِنِّي سَقِيمٌ سورة الصافات آية 89 . وَقَوْلُهُ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ سورة الأنبياء آية 63 عَلَّقَ فِعْلَ كَبِيرِهِمْ بِكَوْنِ النُّطْقِ مِنْهُ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : إِنْ كَانَ كَبِيرُهُمْ يَنْطِقُ ، وَهَذِهِ الأَصْنَامُ يَنْطِقُونَ فَهُوَ فِعْلُ كَبِيرِهِمْ ، فَهَذَا عَلَى التَّبْكِيتِ ، لِقَوْلِهِ إِنَّ الَّذِي لا امْتِنَاعَ لَهُ عَنْ كُرْهٍ ، وَلا نُطْقَ فِيهِ بِالإِخْبَارِ عَمَّنْ فَعَلَ بِهِ كَيْفَ يَكُونُ إِلَهًا يُعْبَدُ وَرَبًّا يُرْجَى ؟ فَقَالُوا إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ فَهُوَ فِعْلُ كَبِيرِهِمْ ، وَهَذَا صِدْقٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، لأَنَّ مَخْبَرَهُ لَمْ يَكُنْ بِخِلافِ خَبَرِهِ ، لأَنَّ الأَصْنَامَ لَمْ يَكُونُوا يَنْطِقُونَ . وَقَوْلُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِسَارَةَ : " أُخْتِي " ، يَعْنِي فِي الإِسْلامِ ، وَهُوَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُفَسَّرٌ ، لأَنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ : " مَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ مِنْكَ ؟ " قَالَ : " أُخْتِي " قَالَ : اذْهَبْ فَأَرْسِلْ بِهَا ، فَأَتَى سَارَةَ قَالَ : إِنَّ هَذَا سَأَلَنِي عَنْكِ ، فَأَخْبَرْتُهُ إِنَّهَا أُخْتِي ، فَلا تُكَذِّبِينِي عِنْدَهُ ، فَإِنَّكَ أُخْتِي فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرُكَ وَغَيْرِي " هَذَا كُلُّهُ لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، الَّذِي ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ أَوَّلا فَأَخْبَرَ أَنَّهَا أُخْتُهُ فِي الدِّينِ وَصَدَقَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ سورة الحجرات آية 10 . فَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلا ثَلاثًا " ، أَيْ لَمْ يَتَكَلَّمْ عَلَى صُورَةِ الْكَذِبِ إِلا هَذِهِ الثَّلاثِ ، فَإِنَّهَا عَلَى التَّوَهُّمِ مِنَ السَّامِعِ أَنَّهَا كَذِبَاتٌ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْحَقِيقَةِ كَذَلِكَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كَذَبَاتٍ ، وَلَكِنَّهَا لَمَّا كَانَتْ فِي الدَّفْعِ عَنِ الدِّينِ لا يَكُونُ ذَلِكَ مَعْصِيَةً ، وَلَكِنْ كَانَتْ مُبَاحَةً .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

ثقة ثبت كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.