وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تُقْتَلُ نَفْسٌ إِلا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا " ، حَدَّثَنَاهُ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ . ح قَبِيصَةُ ، قَالَ . ح سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَإِذَا جَازَ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ سِنِينَ إِثْمُ مَنْ عَمِلَ بَعْدَهُ ، كَذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يُطْرَحَ سَيِّئَاتُ مَنْ عَمِلَهَا عَلَى مَنْ لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَابْنُ آدَمَ إِنَّمَا قَتَلَ نَفْسًا وَاحِدَةً وَيُطْرَحُ عَلَيْهِ آثَامُ كُلِّ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَذَلِكَ جَزَاءُ فِعْلِهِ ، كَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ عُقُوبَةَ ابْنِ آدَمَ فِي النَّارِ إِثْمَهُ وَآثَامَ الْقَاتِلِينَ ، لا أَنْ يَكُونَ يُؤَاخَذُ بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، وَيُعَاقَبُ عَلَى مَعْصِيَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا ، كَذَلِكَ الظَّالِمُ جَعَلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ أَنْ يُعَاقَبَ بِآثَامِ مَنْ ظَلَمَهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ عُقُوبَةً لَهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَعَلَى مَا اكْتَسَبَهُ ، لا أَنْ يَكُونَ مُؤَاخَذًا بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، أَوْ مُعَاقَبًا بِمَا لَمْ يَجْنِهِ ، فَحَصَلَ آخِرُ الأَمْرِ أَنْ يُجَازَى الْمَظْلُومُ عَلَى ظُلْمِهِ ثَوَابَ حَسَنَاتِ ظَالِمِهِ ، وَذَلِكَ جَزَاؤُهُ الَّذِي جَازَاهُ اللَّهُ بِهِ ، وَعِوَضُ مَا أُخِذَ مِنْهُ أَوْ جُنِيَ عَلَيْهِ ، وَثَوَابُ صَبْرِهِ عَلَيْهِ مَا أَصَابَهُ ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة الزمر آية 10 ، وَيُعَاقَبُ الظَّالِمُ بِذَهَابِ حَسَنَاتِهِ ، وَعُقُوبَةِ مَا جَنَى الْمَظْلُومُ ، وَذَلِكَ جَزَاءُ ظُلْمِهِ ، وَعُقُوبَةُ مَا جَنَتْهُ يَدُهُ وَلِسَانُهُ ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ ظُلْمٌ وَلا جَوْرٌ ، وَلا الْقَوْلُ بِالإِحْبَاطِ كَمَا يَقُولُ الْمُعْتَزِلَةُ ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَنَّ مَنْ أَتَى كَبِيرَةً وَمَاتَ عَلَيْهَا حَبِطَتْ حَسَنَاتُهُ الَّتِي اكْتَسَبَهَا مُدَّةَ عُمْرِهِ ، وَلَمْ يَنْفَعْهُ إِيمَانُهُ بِاللَّهِ فِي مُدَّةِ سَبْعِينَ سَنَة ، وَلا طَاعَتُهُ الَّتِي اكْتَسَبَهَا ، بَلْ هُوَ فِي النَّارِ خَالِدًا مُخَلَّدًا مَعَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ . وَأَمَّا الَّذِي قُلْنَاهُ فَإِنَّ هَذَا الظَّالِمَ لَمْ تُحْبَطْ أَعْمَالُهُ , بَلْ أُسْقِطَتْ حَسَنَاتُهُ عِنْدَ عُقُوبَاتٍ كَثِيرَةٍ ، أَلا يَرَى أَنَّهُ اقْتَصَّ مِنْهُ فَوَفَّتْ حَسَنَاتُهُ بِجِنَايَاتِهِ ، أَوْ نَقَصَتْ جِنَايَاتُهُ وَزَادَتْ حَسَنَاتُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَإِنَّ زَادَتْ جِنَايَاتُهُ فَإِنَّمَا يُعَاقَبُ فِي النَّارِ بِقَدْرِ مَا زَادَ مِنْ جِنَايَتِهِ فَيَكُونُ عُقُوبَتُهُ أَخَفَّ ، وَمُدَّةُ لُبْثِهِ فِي النَّارِ أَقَلَّ ، وَلَوْلا حَسَنَاتُهُ لَطَالَ لَبْثُهُ فِي النَّارِ ، وَاشْتَدَّتْ عُقُوبَتُهُ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا سورة النساء آية 40 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
مَسْرُوقٍ | مسروق بن الأجدع الهمداني / توفي في :62 | ثقة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ | عبد الله بن مرة الهمداني / توفي في :99 | ثقة |
الأَعْمَشِ | سليمان بن مهران الأعمش | ثقة حافظ |
سُفْيَانُ | سفيان الثوري | ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس |
قَبِيصَةُ | قبيصة بن عقبة السوائي / توفي في :215 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ | محمد بن إسماعيل البخاري / ولد في :194 / توفي في :256 | جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ | إبراهيم بن معقل النسفي | ثقة |
خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ | خلف بن محمد البخاري | مقبول |