وَأَمَّا حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الأَغَرِّ وَحْدَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَخْبَرَنَا وَأَمَّا حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الأَغَرِّ وَحْدَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ح وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَبَّانَ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ " قُلْنَا : لا , قَالَ : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ " قُلْنَا : لا 0 قَالَ : " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَجْمَعُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَنَادَى مُنَادٍ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَلْزَمْهُ ، وَيُمَثِّلُ لَهُمْ آلِهَتَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَيَمْضُونَ يَتَّبِعُونَهَا ، حَتَّى تَقْذِفَهُمْ فِي النَّارِ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا ، فَيُقَالُ لَهُمْ مَا لَكُمْ ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيتُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَنَا رَبٌّ لَمْ نَرَهُ بَعْدُ قَالَ : يَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلامَةٌ ، فَإِذَا رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ ، فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنْ سَاقٍ ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا ، وَيَبْقَى أَقْوَامٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ، ثُمَّ يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، وَهُوَ كَحَدِّ السَّيْفِ بِحَافَّتَيْهِ حَسَكٌ ، وَسَعْدَانٌ ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ ؟ " قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ ، وَلَكِنْ لا يَعْلَمُ عِظَمَهُ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَمَلائِكَةٌ قِيَامٌ عَلَى ذُؤَابَةِ الصِّرَاطِ الأَعْلَى يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ ، سَلِّمْ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : انْجُوا بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ ، فَمِنْهُمْ كَالطَّرْفِ ، وَمِنْهُمْ كَالْبَرْقِ ، وَمِنْهُمْ كَالرِّيَاحِ ، وَمِنْهُمْ كَالطَّيْرِ ، وَمِنْهُمْ كَالْخَيْلِ ، وَمِنْهُمْ كَالسَّاعِي ، فَآخِرُ مَنْ يَنْجُو : مَنْ تَعْلَقُ رِجْلاهُ أُرَاهُ قَالَ : وَتَجُوزُ يَدَاهُ وَتَعْلَقُ يَدَاهُ وَتَجُوزُ رِجْلاهُ وَتُصِيبُ النَّارُ مِنْهُ ، حَتَّى إِذَا جَازَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ : تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ بَعْدَمَا رَأَيْتُ مِنْكِ مَا رَأَيْتُ ، وَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْرِفْ وَجْهِي عَنْهَا ، فَقَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا ، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَسْأَلُنِي شَيْئًا بَعْدَ مَا أَنْجَيْتُكَ مِمَّا رَأَيْتَ ؟ فَيَقُولُ : هَذَا ، ثُمَّ لا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : لَعَلَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ تَسْأَلُ غَيْرَهُ ؟ فَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْهُ عُهُودًا وَمَوَاثِيقَ ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهَا ، وَيَرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً بِبَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ بَلِّغْنِي هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، فَيَقُولُ لَهُ : أَيْنَ مَا أَقْسَمْتَهُ لِي عَلَيْكَ ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ ، فَيُبَلِّغُهُ اللَّهُ إِيَّاهَا ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَيْهَا ، انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَا فِيهَا ، فَتَتُوقُ نَفْسُهُ إِلَيْهَا ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، وَلا يَلُومُهُ رَبَّهُ ، فَيَقُولُ : فَأَيْنَ مَا أَقْسَمْتَ لِي عَلَيْكَ ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ : هَذَا ، ثُمَّ لا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ , ثُمَّ يُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُهُودًا وَمَوَاثِيقَ ، فَيَقُولُ : فَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْضِي فِيهَا ، إِذْ قَامَ مُنْبَهِرًا فَيُقَالُ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ ، وَأَقْسَمَتُ لَكَ ، حَتَّى خَشِيتُ مَقْتَكَ ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمِثْلَهَا مَعَهَا " قَالَ : وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , إِلَى جَنْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا " فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَكِنِّي مَا حَفِظْتُ إِلا : مِثْلَهَا مَعَهَا , فَيَقُولُ : " يَا رَبِّ أَتَهْزَأُ بِي ، وَأَنْتُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ! قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنِّي لا أَهْزَأُ بِكَ ، وَلَكِنِّي قَادِرٌ عَلَى أَنْ أُعْطِيَكَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ فَأَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي ، إِذْ رَأَى ضَوْءًا فَخَرَّ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَلَيْسَ هَذَا رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ تَجَلَّى لِي ؟ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ ، فَيَقُولُ : لا ، هَذَا مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ وَأَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ وَلَكَ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ ، ثُمَّ يَمْضِي أَمَامَهُ ، فَيَدْخُلُ أَدْنَى قَصْرِهِ وَذَكَرَ شَيْئًا ، وَمَمْلَكَتُهُ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ " قَالَ : وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , إِذَا ذَكَرَ قَوْلَ الْعَبْدِ : " أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُو أَضْرَاسُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَدْ حَدَّثْتَنَا هَذَا الْحَدِيثَ مِرَارًا ، كُلَّمَا انْتَهَيْتَ إِلَى قَوْلِ الرَّجُلِ : " أَتَهْزَأُ بِي " ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : أَلا أَضْحَكُ إِذْ ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمْ يُحَدِّثْنَا إِلا ضَحِكَ إِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْلِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ " أَتَهْزَأُ بِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ | سلمان الأغر | ثقة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ | بكر بن وائل الليثي | صدوق حسن الحديث |
قُرَيْشُ بْنُ حَبَّانَ | قريش بن حيان العجلي | ثقة |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ | عبد الرحمن بن المبارك العيشي / توفي في :228 | ثقة |
إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ | إسحاق بن الحسن الحربي | ثقة حجة |
أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ | أحمد بن محمد المتوثي | ثقة |
زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ | زهير بن محمد المروزي | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ | محمد بن يحيى البغدادي / ولد في :228 / توفي في :318 | ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة |