قَالَ : فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ مُرْسَلَةً , قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ , إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ , فَقَالَ لِي : اذْهَبْ فَاعْلَمْ لِي مِنْ ذَلِكَ ؟ فَذَهَبْتُ , فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟ وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ , قَالَ : مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا , قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ , قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ , قَالَ : فَجَاءَ صُهَيْبٌ , يَقُولُ : وَاأَخَاهْ وَاصَاحِبَاهْ , قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَلَمْ تَعْلَمْ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ , قَالَ أَيُّوبُ : أَوْ قَالَ : أَوَ لَمْ تَعْلَمْ , أَوَ تَسْمَعْ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ " . قَالَ : فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَرْسَلَهَا , وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ : بِبَعْضٍ . قَالَ : فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَحَدَّثْتُهَا مَا قَالَ عُمَرُ . فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ , مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ . وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزِيدَهُ اللَّهُ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ , وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى : وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى سورة الأنعام آية 164 " . لَفْظُ ابْنِ عَرَفَةَ , أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ , عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ .