حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغِنْدِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْحَدَّادِيُّ ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الأَشْقَرُ ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِنَحْوِهِ , وَالسِّيَاقُ لأَبِي هَارُونَ ، قَالَ : أَصْبَحَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : " يَا فَاطِمَةُ ، هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ تُغَدِّينِيهُ ؟ قَالَتْ : لا وَالَّذِي أَكْرَمَ أَبِي بِالنُّبُوَّةِ مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُغَدِّيكَهُ ، وَلا كَانَ لَنَا بَعْدَكَ شَيْءٌ مُنْذُ يَوْمَيْنِ مِنْ طُعْمَةٍ إِلا شَيْءٌ أُوثِرُكَ بِهِ عَلَى بَطْنِي وَعَلَى ابْنَيَّ هَذَيْنِ ، قَالَ : يَا فَاطِمَةُ أَلا أَعْلَمْتِنِي حَتَّى أُبْغِيَكُمْ شَيْئًا ؟ قَالَتْ : إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أُكَلِّفَكَ مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ . فَخَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا وَاثِقًا بِاللَّهِ ، وَحَسِنَ الظَّنِّ بِهِ ، وَاسْتَقْرَضَ دِينَارًا ، فَبَيْنَا الدِّينَارُ بِيَدِهِ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ لَهُمْ مَا يَصْلُحُ لَهُمْ إِذْ عَرَضَ لَهُ الْمِقْدَادُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ قَدْ لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ مِنْ فَوْقِهِ وَآذَتْهُ مِنْ تَحْتِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ أَنْكَرَهُ ، قَالَ : يَا مِقْدَادُ ، مَا الَّذِي أَزْعَجَكَ مِنْ رَحْلِكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالَ : يَا أَبَا حَسَنٍ ، خَلِّ سَبِيلِي وَلا تَسْأَلْنِي عَمَّا وَرَائِي ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَكْتُمَنِي حَالَكَ . قَالَ : أَمَا إِذْ أَبِيتَ فَوَالَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّدًا بِالنُّبُوَّةِ مَا أَزْعَجَنِي مِنْ رَحْلِي إِلا الْجُهْدُ ، وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَهْلِي يَبْكُونَ جُوعًا ، فَلَمَّا سَمِعْتُ بُكَاءَ الْعِيَالِ لَمْ تَحْمِلْنِي الأَرْضُ ، فَخَرَجْتُ مَغْمُومًا رَاكِبًا رَأْسِي ، فَهَذِهِ حَالِي وَقِصَّتِي ، فَهَمَلَتْ عَيْنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْبُكَاءِ حَتَّى بَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ ، قَالَ : أَحْلِفُ بِالَّذِي حَلَفْتَ مَا أَزْعَجَنِي غَيْرُ الَّذِي أَزْعَجَكَ ، وَلَقَدِ اقْتَرَضْتُ دِينَارًا فَهَاكَ آثَرْتُكَ بِهِ عَلَى نَفْسِي ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الدِّينَارَ ، وَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى فِيهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلاةَ الْمَغْرِبِ ، مَرَّ بِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ ، فَغَمَزَهُ بِرِجْلِهِ ، فَثَارَ عَلِيُّ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَهُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ السَّلامَ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا الْحَسَنِ ، هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ تُعَشِّينَا فَأَنْفَتِلُ إِلَى الرَّجُلِ ؟ " فَأَطْرَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لا يُحِيرُ جَوَابًا حَيَاءً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ عَرَفَ الْحَالَ الَّتِي خَرَجَ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى سُكُونِ عَلِيٍّ ، قَالَ : " يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَكَ ؟ أَوْ لا . . عَنْكَ أَوْ تَقُولُ : نَعَمْ ، فَأَجِيءُ مَعَكَ ؟ " فَقَالَ لَهُ : حُبًّا وَكَرَامَةً بَلَى اذْهَبْ بِنَا ، وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَوْحَى إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعَشَّى عِنْدَهُمْ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : بَلَى ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلا عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ فِي مُصَلًّى لَهَا ، وَقَدْ صَلَّتْ وَخَلْفَهَا جَفْنَةٌ تَفُورُ دُخَانًا ، فَلَمَّا سَمِعَتْ كَلامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَحْلِهَا خَرَجَتْ مِنَ الْمُصَلَّى ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ وَكَانَتْ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ السَّلامَ ، وَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهَا ، وَقَالَ : " كَيْفَ أَمْسَيْتِ رَحِمَكِ اللَّهُ عَشِّينَا غَفَرَ اللَّهُ لَكِ وَقَدْ فَعَلَ " . فَأَخَذَتِ الْجَفْنَةَ فَوَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا نَظَرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَشَمَّ رِيحَهُ رَمَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ بِبَصَرِهِ رَمْيًا شَحِيحًا ، فَقَالَتْ لَهُ : مَا أَشَحَّ نَظَرُكَ وَأَشَدَّهُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ هَلْ أَذْنَبْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ذَنْبًا اسْتَوْجَبْتُ بِهِ السَّخَطَ ؟ قَالَ : وَأَيُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبٍ أَصَبْتِهِ الْيَوْمَ ؟ أَلَيْسَ عَهْدِي بِكِ الْيَوْمَ وَأَنْتِ تَحْلِفِينَ بِاللَّهِ مُجْتَهِدَةً مَا طَعِمْتُ طَعَامًا مِنْ يَوْمَيْنِ ؟ فَنَظَرَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ : إِلَهِي يَعْلَمُ فِي سَمَائِهِ ، وَيَعْلَمُ فِي أَرْضِهِ أَنَّى لَمْ أَقُلْ إِلا حَقًّا ، قَالَ : فَأَنَّى لَكِ هَذَا الَّذِي لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَلَمْ أَشُمَّ مثل رَائِحَتِهِ ، وَلَمْ آكُلْ أَطْيَبَ مِنْهُ ؟ فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّهُ الْمُبَارَكَةَ بَيْنَ كَتِفَيْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ هَزَّهَا ، وَقَالَ : " يَا عَلِيُّ هَذَا ثَوَابُ دِينَارِكَ هَذَا ، جَزَاءُ دِينَارِكَ ، هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة آل عمران آية 37 ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاكِيًا ، فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبَى لَكُمَا أَن يُخْرِجَكُمَا مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُجْرِيكَ فِي الْمَجْرَى الَّذِي أَجْرَى فِيهِ زَكَرِيَّا ، وَيُجْرِيكِ فِيهِ يَا فَاطِمَةُ بِالْمِثَالِ الَّذِي جَرَتْ فِيهِ مَرْيَمُ ، كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا سورة آل عمران آية 37 الآيَةَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي سَعِيدٍ | أبو سعيد الخدري | صحابي |
عَطِيَّةَ | عطية بن سعد العوفي / توفي في :111 | ضعيف الحديث |
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ | عمرو بن قيس الملائي / توفي في :146 | ثقة متقن |
أَبِي سَعِيدٍ | أبو سعيد الخدري | صحابي |
أَبِي هَارُونَ | أبو هارون العبدي / توفي في :134 | متروك الحديث |
قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ | قيس بن الربيع الأسدي / توفي في :163 | صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه |
حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الأَشْقَرُ | الحسين بن الحسن الأشقر | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْحَدَّادِيُّ | محمد بن خلف الحدادي / توفي في :261 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغِنْدِيُّ | أحمد بن محمد الأزدي | ثقة |