وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : " طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عَلامَتُهُمْ ؟ قَالَ : " سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ " . فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَسَائِلَهُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ كَشَفَ رَأْسَهُ ، لِيَنْظُرَ هَلْ يَرَى الْعَلامَةَ الَّتِي قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصِّفَةَ الَّتِي وَصَفَهَا ، فَلَمَّا لَمْ يَجِدْهَا ، أَحْسَنَ أَدَبَهُ ، لِئَلا يَتَغَالَى بِهِ فِي الْمَسَائِلِ إِلَى مَا يَضِيقُ صَدْرُهُ عَنْ فَهْمِهِ ، فَيَصِيرَ مِنْ أَهْلِ الْعَلامَةِ الَّذِينَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِمْ ، فَحَقَنَ دَمَهُ ، وَحَفِظَ دِينَهُ بِأَدَبِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ ، وَلَقَدْ نَفَعَ اللَّهُ صَبِيغًا بِمَا كَتَبَ لَهُ عُمَرُ فِي نَفْيِهِ ، فَلَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ ، قَالُوا لِصَبِيغٍ : إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ قَوْمٌ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : هَيْهَاتَ ، نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَوْعِظَةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ ، وَكَانَ عُمَرُ ضَرَبَهُ حَتَّى سَالَتِ الدِّمَاءُ عَلَى وَجْهِهِ أَوْ رِجْلَيْهِ أَوْ عَلَى عَقِبَيْهِ ، وَلَقَدْ صَارَ صَبِيغٌ لِمَنْ بَعْدَهُ مَثَلا ، وَتَرْدِعَةً لِمَنْ نَقَّرَ ، وَأَلْحَفَ فِي السُّؤَالِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |