حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : ثنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ ثُوَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : أَبُو الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِتْرِ ، فَقَالَ : " أُحِبُّ أَنْ أُوتِرَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ارْتَفَعَ " . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ قَالَ الشَّيْخُ : وَقَدِ اخْتَصَرْتُ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ وَهِدَايَةٌ لِلْمُؤْمِنِ الْمُوَفَّقِ الَّذِي شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ ، وَأَمَدَّهُ بِبَصَائِرِ الإِيمَانِ ، وَأَعَاذَهُ مِنْ عِنَادِ الْجَهْمِيَّةِ ، وَجُحُودِ الْمُعْتَزِلَةِ ، فَإِنَّ الْجَهْمِيَّةَ تَرُدُّ هَذِهِ الأَحَادِيثَ وَتَجْحَدُهَا ، وَتُكَذِّبُ الرُّوَاةَ ، وَفِي تَكْذِيبِهَا لِهَذِهِ الأَحَادِيثِ رَدٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَانَدَةٌ لَهُ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا سورة الحشر آية 7 ، فَإِذَا قَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْجَهْمِيِّ ، وَعَلِمَ صِحَّةَ هَذِهَ الأَحَادِيثِ ، وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى جَحْدِهَا ، قَالَ : الْحَدِيثُ صَحِيحٌ ، وَإِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ : " يَنْزِلُ رَبُّنَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " يَنْزِلُ أَمْرُهُ ، قُلْنَا : أَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ : " يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " ، " وَيَنْزِلُ رَبُّنَا " وَلَوْ أَرَادَ أَمْرَهُ لَقَالَ : يَنْزِلُ أَمْرُ رَبِّنَا . فَيَقُولُ : إِنْ قُلْنَا : يَنْزِلُ ، فَقَدْ قُلْنَا : إِنَّهُ يَزُولُ ، وَاللَّهُ لا يَزُولُ ، وَلَوْ يَنْزِلُ لَزَالَ ، لأَنَّ كُلَّ نَازِلٍ زَائِلٌ ، فَقُلْنَا : أَوَ لَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ تَنْفُونَ التَّشْبِيهَ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؟ فَقَدْ صِرْتُمْ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ إِلَى أَقْبَحِ التَّشْبِيهِ ، وَأَشَدِّ الْخِلافِ ؛ لأَنَّكُمْ إِنْ جَحَدْتُمُ الآثَارَ ، وَكَذَبْتُمْ بِالْحَدِيثِ ، رَدَدْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ ، وَكَذَّبْتُمْ خَبَرَهُ ، وَإِنْ قُلْتُمْ : لا يَنْزِلُ إِلا بِزَوَالٍ ، فَقَدْ شَبَّهْتُمُوهُ بِخَلْقِهِ ، وَزَعَمْتُمْ أَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يَنْزِلَ إِلا بِزَوَالِهِ عَلَى وَصْفِ الْمَخْلُوقِ الَّذِي إِذَا كَانَ بِمَكَانٍ خَلا مِنْهُ مَكَانٌ لَكِنَّا نُصَدِّقُ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَقْبَلُ مَا جَاءَ بِهِ ، فَإِنَّا بِذَلِكَ أُمِرْنَا ، وَإِلَيْهِ نُدِبْنَا ، فَنَقُولُ كَمَا قَالَ : " يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ " وَلا نَقُولُ : إِنَّهُ يَزُولُ ، بَلْ يَنْزِلُ كَيْفَ شَاءَ ، لا نَصِفُ نُزُولَهُ ، وَلا نُحِدُّهُ وَلا نَقُولُ : إِنَّ نُزُولَهُ زَوَالُهُ ، قَالَ شَرِيكٌ : إِنَّمَا جَاءَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ مَنْ جَاءَ بِالسُّنَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةِ ، وَالصِّيَامِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَإِنَّمَا عَرَفْنَا اللَّهَ وَعَبَدْنَاهُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو الْخَطَّابِ | أبو الخطاب | صحابي |
ثُوَيْرٍ | ثوير بن أبي فاختة القرشي | ضعيف الحديث |
إِسْرَائِيلُ | إسرائيل بن يونس السبيعي | ثقة |
أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ | محمد بن عبد الله الزبيرى / توفي في :203 | ثقة ثبت قد يخطئ في حديث الثوري |
حَجَّاجٌ | الحجاج بن الشاعر | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | محمد بن إسحاق الصاغاني / توفي في :270 | ثقة ثبت |
الْقَافْلائِيُّ | جعفر بن محمد القافلاني | ثقة |