وَحَدَّثَنِي أَيْضًا وَحَدَّثَنِي أَيْضًا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ خَلِيلٍ الْعُكْبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ ، أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِابْنٍ لَهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ حَيَّرَتِ الْخُصُومَةُ عَقْلَهُ ، وَأَذْهَبَتِ الْمُنَازَعَةُ قَلْبَهُ ، وَذَهَبَتْ بِهِ الْكُلْفَةُ عَنْ رَبِّهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " امْدُدْ بَصَرَكَ يَا ابْنَ أَخِي ، مَا السَّوَادُ الَّذِي تَرَى ؟ " ، قَالَ : فُلانٌ ، قَالَ : " صَدَقْتَ " ، قَالَ : فَمَا الْخَيَالُ الْمُسْرَفُ مِنْ خَلْفِهِ ؟ قَالَ : " لا أَدْرِي " ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " يَا ابْنَ أَخِي ، فَكَمَا جَعَلَ اللَّهُ لإِبْصَارِ الْعُيُونِ حَدًّا مَحْدُودًا مِنْ دُونِهَا حِجَابًا مَسْتُورًا ، فَكَذَلِكَ جَعَلَ لإِبْصَارِ الْقُلُوبِ غَايَةً لا يُجَاوِزُهَا ، وَحُدُودًا لا يَتَعَدَّاهَا ، قَالَ : فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ غَارِبَ عَقْلِهِ ، وَانْتَهَى عَنِ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا لا يَعْنِيهِ ، وَالنَّظَرِ فِيمَا لا يَنْفَعُهُ ، وَالتَّفَكُّرِ فِيمَا يُحَيِّرُهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، وَانْتَهُوا عَنِ السُّؤَالِ ، وَالتَّنْقِيرِ ، وَالْبَحْثِ عَمَّا يُشَكِّكُ الْيَقِينَ ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ فَرَائِضِ الدِّينِ ، وَلا مِنْ شَرِيعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا تَقْتَدُوا بِالزَّائِغِينَ ، وَلا تَتُقْ نُفُوسُكُمْ إِلَى اسْتِمَاعِ كَلامِ الْمُتَنَطِّعِينَ الَّذِينَ اتَّهَمُوا أَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَرُدُّوا مَا جَاءُوا بِهِ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَحَكَّمُوا آرَاءَهُمْ ، وَأَهْوَاءَهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى مَا اسْتَحْسَنُوهُ دُونَ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدُ اللَّهِ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
الْحَسَنُ بْنُ خَلِيلٍ الْعُكْبَرِيُّ | الحسن بن عليل العنزي | صدوق حسن الحديث |