حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ ، قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ . قَالَ : نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ، قَالَ : نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ ، قَالا جَمِيعًا : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمِصِّيصِيُّ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ فِي حَدِيثٍه : سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ , وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ الزَّعْفَرَانِيُّ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الإِيمَانِ , فَقَالَ : " قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، قَالَ : يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ؟ قَالَ : يَزِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَيَنْقُصُ , حَتَّى لا يَبْقَى مِنْهُ ، يَعْنِي مِثْلَ هَذِهِ , وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ , قَالَ الرَّجُلُ : كَيْفَ نَصْنَعُ بِقَوْمٍ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ : " كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَهُمْ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ أَحْكَامُ الإِيمَانِ وَحُدُودُهُ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً أَنْ يَقُولُوا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , فَإِذَا قَالُوهَا حَقَنُوا بِهَا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّهَا , وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ , فَلَمَّا عَلِمَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالصَّلاةِ , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الإِقْرَارُ الأَوَّلُ , فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَأَمَرَهُمْ , فَفَعَلُوا , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الإِقْرَارُ الأَوَّلُ وَلا صَلاتُهُمْ , فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالرُّجُوعِ إِلَى مَكَّةَ , فَيَقْتُلُوا آبَاءَهُمْ , وَأَبْنَاءَهُمْ , حَتَّى يَقُولُوا كَقَوْلِهِمْ , وَيُصَلُّوا بِصَلاتِهِمْ , وَيُهَاجِرُوا هِجْرَتَهُمْ , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , حَتَّى أَتَى أَحَدُهُمْ بِرَأْسِ أَبِيهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا رَأْسُ الشَّيْخِ الْكَافِرِ , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الإِقْرَارُ الأَوَّلُ , وَلا صَلاتُهُمْ , وَلا مُهَاجِرُهُمْ , فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ تَعَبُّدًا , وَأَنْ يَحْلِقُوا رُءُوسَهُمْ تَذَلُّلا , فَفَعَلُوا , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الإِقْرَارُ الأَوَّلُ , وَلا صَلاتُهُمْ , وَلا مُهَاجِرُهُمْ , وَلا قَتْلُهُمْ آبَاءَهُمْ , فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ , فَأَمَرَهُمْ , فَفَعَلُوا , حَتَّى أَتَوْا قَلِيلَهَا وَكَثِيرَهَا , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الإِقْرَارُ الأَوَّلُ , وَلا صَلاتُهُمْ , وَلا مُهَاجِرُهُمْ , وَلا قَتْلُهُمْ آبَاءَهُمْ , وَلا طَوَافُهُمْ , فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى الصِّدْقَ مِنْ قُلُوبِهِمْ فِيمَا تَتَابَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَرَائِعِ الإِيمَانِ وَحُدُودِهِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا سورة المائدة آية 3 . فَمَنْ تَرَكَ خُلَّةً مِنْ خِلالِ الإِيمَانِ جُحُودًا بِهَا , كَانَ عِنْدَنَا كَافِرًا , وَمَنْ تَرَكَهَا كَسِلا وَمُجُونًا أَدَّبْنَاهُ وَكَانَ نَاقِصًا , هَكَذَا السُّنَّةُ ، أَبْلِغْهَا عَنِّي مَنْ سَأَلَكَ مِنَ النَّاسِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |