ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا ، فَقَالَ : " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُنْتَزَعُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ , فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى سَاقِهِ ، قَالَ : فَيُصِبحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ , يُقَالُ : إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلا أَمِينًا , وَحَتَّى يُقَالَ للِرَّجُلِ : مَا أَجْلَدَهُ , وَأَظْرَفَهُ , وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ حِينٌ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُ ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّ عَلَيَّ إِسْلامُهُ , وَلَئِنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّ عَلَيَّ سَاعِيهِ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلا فُلانًا وَفُلانًا " .