حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الدِّينَوَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ؟ فَمَا أَجَابَنِي بِشَيْءٍ ، ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ ، فَمَا أَجَابَنِي فِيهَا بِشَيْءٍ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجْتُ فِي سَفَرِي إِلَى مَكَّةَ ، فَصَارَتِ الْبَادِيَةُ فِي طَرِيقِي عَلَى شِبْهِ الْحَبْسِ مِنْ شِدَّةِ الْفِكْرَةِ فِي أَمْرِهِ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَقَطَعَ بِيَ الطَّوَافُ ، فَخَرَجْتُ إِلَى بِئْرِ زَمْزَمَ ، وَقُبَّةِ السَّرَابِ ، فَصَلَّيْتُ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ نَعَسْتُ ، فَرَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَنَامِي ، فَكَانَ آخِرَ مَا قُلْتُ لَهُ : إِلَهِي ، قِرَاءَتِي بِكَلامِكَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَقَوِيَ عَزْمِي ، فَلَمَّا قَضَيْتُ حَجِّي وَسَفَرِي ، دَخَلْتُ بَغْدَادَ وَقَدْ تَغَيَّرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تَغَيُّرًا شَدِيدًا ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ؟ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ؟ فَانْبَسَطَ إِلَيَّ وَقَالَ : مَا حَالُكَ ، تُوَجِّهُ الْقُرْآنَ عَلَى خَمْسِ جِهَاتٍ : حِفْظٌ بِالْقَلْبِ ، وَتِلاوَةٌ بِاللِّسَانِ ، وَسَمْعٌ بِالأُذُنِ ، وَبَصَرٌ بِعَيْنٍ ، وَخَطٌّ بِيَدٍ ؟ فَأَشْكَلَ عَلَيَّ قَوْلُهُ ، وَبَقِيتُ فِيهِ مُتَحَيِّرًا ، فقَالَ لِي : مَا حَالُكَ ، الْقَلْبُ مَخْلُوقٌ ، وَالْمَحْفُوظُ بِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَاللِّسَانُ مَخْلُوقٌ ، وَالْمَتْلُوُّ بِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَالأُذُنُ مَخْلُوقٌ ، وَالْمَسْمُوعُ إِلَيْهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَالْعَيْنُ مَخْلُوقٌ ، وَالْمَنْظُورُ إِلَيْهِ مِنْهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، الْعَيْنُ تَنْظُرُ إِلَى السَّوَادِ فِي الْوَرَقِ ؟ فَقَالَ لِي : مَهْ ، أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا خَبَرُ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ " ، وَلَمْ يَذْكُرْ حِبْرًا ، وَلا وَرَقًا ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ مَعِي إِلَى بَابِ الدَّارِ ، وَهُوَ يُكَلِّمُنِي بِهَذَا ، إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا رَجُلٌ ، فقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَدْ ذَهَبَتْ إِلَى عَبْدِ الْوَهَّابِ ، فَمَا أَجَابَهَا فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَتُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَكَ ، فقَالَ لَهَا : وَمَا مَسْأَلَتُكِ ؟ قَالَتْ : مَسْأَلَتِي أَنَّ زَوْجِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنَّهُ لا يُكَلِّمُ جَارًا لَهُ سَنَةً ، فَمَرَّ بِهِ بَعْدَ أَيَّامٍ وَهُوَ يَقْرَأُ فَلَحَنَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَحُرِّمَتْ مِنْ هَذَا إِلَى غَيْرِهِ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَإِنَّكَ لَمْ تَحْنَثْ ، إِنَّكَ كَلَّمْتَهُ كَلامَ الْخَالِقِ دُونَ الْمَخْلُوقِينَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
نَافِعٍ | نافع مولى ابن عمر / توفي في :116 | ثقة ثبت مشهور |
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ | أحمد بن حنبل الشيباني | ثقة حافظ فقيه حجة |
أَبُو أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ | عبد الله بن قريش الأسدي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى | محمد بن عمران الخزاز / توفي في :321 | ثقة |
أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الدِّينَوَرِيُّ | محمد بن المثنى الدينوري | مجهول الحال |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ | محمد بن مخلد الدوري / ولد في :234 / توفي في :331 | ثقة حافظ |