أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ مُوسَى بْنِ حَمْدُونَ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ حَمَّادٍ , فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لامْرَأَتِهِ : إِنْ دَخَلْتِ دَارَ فُلانٍ فَأَنْتِ طَالِقٌ , فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ ، فَبَانَتْ , ثُمَّ خَطَبَهَا ، وَتَزَوَّجَهَا , قَالَ : إِنْ دَخَلَتْ وَقَعَ الطَّلاقُ الأول ، بمنزلة رجل قَالَ لِغُلامِهِ : إِنْ ضَرَبْتُكَ فَأَنْتَ حُرٌّ ، فَبَاعَهُ ، ثُمَّ اشْتَرَاهُ بَعْدُ فَضَرَبَهُ , فَهُوَ حُرٌّ ، قَالَ حَنْبَلٌ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : هَكَذَا نَقُولُ ، وَقَالَ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ : قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : رَجُلٌ قَالَ لامْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ دَخَلْتِ هَذِهِ الدَّارَ ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً فَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا وَبَانَتْ مِنْهُ , ثُمَّ دَخَلَتِ الدَّارَ ؟ قَالَ : لا يَقَعُ عَلَيْهَا حِينَئِذٍ طَلاقٌ ؛ لأَنَّهَا دَخَلَتْ وَلَيْسَتِ امْرَأَتَهُ , وَلَكِنْ إِذَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ رَجَعَتْ وَهُوَ عَلَى يَمِينِهِ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : حَسْبُكَ يَا أَخِي رَحِمَكَ اللَّهُ بِمَا قَدْ شَرَحْتُهُ مِنْ جَوَابِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كِفَايَةً وَنِهَايَةً , لَكَ فِيهَا بَلاغٌ إِنْ كَانَ لِمَولاكَ الْكَرِيمِ بِكَ عِنَايَةٌ , فَأَعَاذَكَ مِنَ الْكِبْرِ وَالْكَيْدِ , وَخَلَّصَكَ مِنْ حِقْدِ أَهْلِ الْعُجْبِ وَالْحَسَدِ ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ فِي نَفْسِهِ وَفِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ , وَلا يُخَاطِرُ بِهَا وَبِهِمْ ، فَقَالَ بِعِلْمٍ فَغَنِمَ ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |