أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ , قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , قَالَ : " إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ الْفَقِيهِ أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الاسْتِمَاعِ ، وَإِنْ وَجَدَ مَنْ يَكْفِيهِ وَفِي الاسْتِمَاعِ سَلامَةٌ وَزِيَادَةٌ فِي الْعِلْمِ , وَفِي الْكَلامِ ، إِلا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ ، تَوَمُّقٌ وَتَزَيُّنٌ وَزِيَادَةٌ وَنُقْصَانٌ . قَالَ : وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ لِشَرَفِهِ وَوَجْهِهِ أَحَقُّ بِالْكَلامِ مِنْ غَيْرِهِ وَيَزْدَرِي الْمَسَاكِينَ وَلا يَرَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَوْضِعًا . وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْزُنُ عِلْمَهُ وَلا يُحِبُّ أَنْ يُوجَدَ إِلا عِنْدَهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ فِي عِلْمِهِ بِأَخْذِ السُّلْطَانِ حَتَّى يَغْضَبَ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ يُغْفَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَقِّهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصُبُ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا وَلَعَلَّهُ يُؤْتَى بِالأَمْرِ لا عِلْمَ لَهُ بِهِ فَيَسْتَحِي أَنْ يَقُولَ لا عِلْمَ لِي فَيَرْجُمَ فَيُكْتَبَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي كُلَّ مَا سَمِعَ حَتَّى يَرْوِيَ كَلامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , أَرَادَ أَنْ يَغْزُرَ كَلامُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |