باب في ترك الاستكثار من الاصدقاء وما يستحب من قلة الالتقاء


تفسير

رقم الحديث : 82

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ ، غُلامُ ثَعْلَبٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا السَّيَّارِيُّ ، عَنِ النَّاشِيِّ , قَالَ : " الاسْتِكْثَارُ مِنَ الإِخْوَانِ وَسِيلَةُ الْهِجْرَانِ " . يُرِيدُ أَنَّهُمْ إِذَا كَثُرُوا كَثُرَتْ حُقُوقُهُمْ فَلَمْ يَسَعْهُمْ بِرُّكَ فَإِذَا تَأَخَّرَتْ عَنْهُمْ حُقُوقُهُمُ اسْتَبْطَئُوكَ فَهَجَرُوكَ وَعَادَوْكَ , وَمَا أَحْسَنَ مَا عَبَّرَ بِهِ ابْنُ الرُّومِيِّ عَنْ هَذَا , حَيْثُ يَقُولُ : عَدُوُّكَ مِنْ صَدِيقِكَ مُسْتَفَادُ فَلا تَسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحَابِ فَإِنَّ الدَّاءَ أَوَّلَ مَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ فَأَمَّا قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ : كَثْرَةُ أَصْدِقَاءِ الْمَرْءِ مِنْ سَخَافَةِ دِينِهِ يُرِيدُ أَنَّهُ مَا لَمْ يُدَاهِنْهُمْ وَلَمْ يُحَابِّهِمْ لَمْ يَكْثُرُوا لأَنَّ الْكَثْرَةَ إِنَّمَا هِيَ فِي أَهْلِ الرِّيبَةِ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صُلْبَ الدِّينِ لَمْ يَصْحَبْ إِلا الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ وَفِيهِمْ قِلَّةٌ أَنْشَدَنِي بَعْضُ الْعُلَمَاءِ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ : لِكُلِّ امْرِئٍ شَكْلٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ فَأَكْثَرُهُمْ شَكْلا أَقَلُّهُمْ عَقْلا وَكُلُّ أُنَاسٍ آلِفُونَ لِشَكْلِهِم فَأَكْثَرُهُمْ عَقْلا أَقَلُّهُمْ شَكْلا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.