أَخْبَرَنَا ابْنُ الزِّيبَقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالُوا : أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، وَهُوَ عَلَى الْعِرَاقِ ، إِلَى فُقَهَاءَ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ وَفُقَهَاءَ مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ , وَكَانَ مِمَّنْ أَتَاهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْحَسَنُ , وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الشَّعْبِيُّ , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ يَكْتُبُ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ أَعْمَلُ بِهَا فَمَا تَرَيَانِ ؟ قَالَ : فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ أَنْتَ مَأْمُورٌ وَالتَّبِعَةُ عَلَى مَنْ أَمَرَكَ فَأَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ , فَقَالَ : مَا تَقُولُ قَدْ قَالَ هَذَا قُلْ أَنْتَ . قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ فَكَأَنَّكَ بِمَلَكٍ قَدْ أَتَاكَ فَاسْتَنْزَلَكَ عَنْ سَرِيرِكَ هَذَا ، وَأَخْرَجَكَ مِنْ سَعَةِ قَصْرِكَ إِلَى ضِيقِ قَبْرِكَ , إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْجِيكَ مِنْ يَزِيدَ وَإِنَّ يَزِيدَ لا يُنْجِيَكَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ , فَإِيَّاكَ أَنْ تَعْرِضَ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْمَعَاصِي , فَإِنَّهُ لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ . ثُمَّ قَامَ فَتَبِعَهُ الآذِنُ , فَقَالَ : أَيُّهَا الشَّيْخُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا اسْتَقْبَلْتَ بِهِ الأَمِيرَ ؟ قَالَ : حَمَلَنِي عَلَيْهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعُلَمَاءِ فِي عِلْمِهِمْ ثُمَّ تَلا : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ سورة آل عمران آية 187 " . قَالَ : فَأَخْرَجَ أُعْطِيَاتِهِمْ ، وَفَضْلَ الْحَسَنُ . فَمَنْ لَنَا الْيَوْمَ بِمِثْلِ الْحَسَنِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِخْلاصِ نَصِيحَتِهِ وَبَلِيغِ مَوْعِظَتِهِ , وَلَوْ صَلَحَتْ مِنَّا الضَّمَائِرُ وَصَفَتِ السَّرَائِرُ , لَوَقَعَتِ النَّصِيحَةُ مَوْقِعَهَا , وَاللَّهُ يُصْلِحُنَا وَيُصْلِحُ أَئِمَّتَنَا , فَإِنَّ فَسَادَهُمْ بِذُنُوبِنَا . أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : بِذُنُوبِنَا دَامَتْ بَلِيَّتُنَا وَاللَّهُ يَكْشِفُهَا إِذَا تُبْنَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |