حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَمْلَكٍ ، عَنْ أَبِي بَدْرٍ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ هِلالٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : " طَلَبَ هَذَا الْعِلْمَ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ فَاعْرِفُوهُمْ بِصِفَاتِهِمْ : فَصِنْفٌ تَعَلَّمُوهُ لِلْمِرَاءِ وَالْجَهْلِ , وَصِنْفٌ تَعَلَّمُوهُ لِلاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ , وَصِنْفٌ تَعَلَّمُوهُ لِلتَّفَقُّهِ وَالْعَقْلِ , فَصَاحِبُ الْمِرَاءِ وَالْجَهْلِ مُتَعَرِّضٌ لِلْقِتَالِ فِي أَنْدِيَةِ الرِّجَالِ , يُذَاكِرُ الْعِلْمَ بِخِفَّةِ الْحِلْمِ قَدْ تَسْرَبْلَ الْجَشَعَ وَتَبَرَّأَ مِنَ الْوَرَعِ فَدَقَّ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ هَذَا خَيْشُومَهُ وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ , وَصَاحِبُ الاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ ذُو خَبٍّ وَمَلَقٍ يَسْتَطِيلُ عَلَى أَشْبَاهِهِ مِنْ أَمْثَالِهِ , فَيَخْتِلُهُمْ بِخَلْعِ جَبِينِهِ فَهُوَ لِحُلْوَانِهِمْ هَاضِمٌ وَلِدِينِهِ خَاطِرٌ , فَأَعْمَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى هَذَا خَبَرَهُ , وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ , وَصَاحِبُ التَّفَقُّهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ وَحُزْنٍ , قَدْ تَحَنَّى فِي بُرْنُسِهِ وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حُنْدُسِهِ يَعْمَلُ وَيَخْشَعُ ، قَدْ أَوْكَدَتَاهُ يَدَاهُ , وَأَعْمَدَتَاهُ رِجْلاهُ , فَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى شَأْنِهِ عَارِفٌ بِأَهْلِ زَمَانِهِ قَدِ اسْتَوْحَشَ مِنْ كُلِّ ذِي ثِقَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ فَشَدَّ اللهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَهُ وَأَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |